للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهمية تحذير الأولاد من الشر]

إن من أسباب الصلاح والاستقامةِ حفظ الآباءِ لأبنائهم عن هذه المحرمات.

وإذا وفق الله تعالى الأب فإنه ينبه أولاده ويقول: يا بَنِيَّ! إياكم ومجالسة أولئك المدخنين أو نحوهم! لا تجالسوهم؛ فإن من جالسهم أوقعوه فيما يقعون فيه، فإنهم لما رأوا أنهم قد ابتلوا بذلك حرصوا على أن يكثر الذين يبتلون مثلهم.

فمن أسباب الصلاح تحذير الآباء أبناءهم عن مجالسة أولئك المنحرفين، من شبابٍ أو كهولٍ أو شيوخٍ ونحوهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الجلساء الصالحين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، فإذا تفقد الوالد أبناءه مع جلسائهم، ورأى أن فيهم من يتعاطى شرب الدخان؛ حرص على إبعادهم عن ذلك حتى يسلموا من هذا الداء الدوي.

كذلك أيضاً: يحرص على ألاَّ يجالسوا المفسدين الذين يوقعونهم في المسكرات وما أشبهها، وما أكثر وسائل ذلك! كثرت هذه المسكرات، وكثر تعاطيها، وأصبحت توجد في المقاهي، وفي الكثير من المطاعم والاستراحات وما أشبهها، فيوجد الذين يجلسون فيها على سماع النغمات الشيقة في نظرهم، وكذلك رؤية الصور الفاتنة التي يتلذذون بها في نظرهم، والوالد المشفق حريصٌ على إبعاد أولاده عن أمثال هذه المحرمات، فينصحه ألاَّ يدخل في تلك المقاهي التي تفسد عليه خلقه، والتي تغير فطرته.

كذلك أيضاً: يبعد عن منزله هذه الوسائل، ويحذر أولاده أن يدخلوا بيوتهم هذه المنكرات من الدشوش ونحوها، وكذلك يحذرهم أن يزوروا أقاربهم إذا كانوا كذلك إلا إذا كانوا متحفظين، ويحذرهم أن يدخلوا تلك المقاهي التي يعرض فيها هذا الفساد، وهذا الشر الذي من وقع فيه ورآه اهتم به وألفه، وصعب بعد ذلك عليه أن يتركه، ويحذرهم من الكتب المضلة، والمجلات الخليعة، والإذاعات الماجنةِ الفاتنة وما أشبه ذلك، ولعله بذلك يكون قد ربح أولاده، ووفقه الله تعالى لأن يتربوا التربية الصالحة التي ينفعون فيها أنفسهم، وينفعون آباءهم.

نقف عند هذا، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ونياتهم وذرياتهم، ونسأله أن يصلح أولادنا وذرياتنا، ونقول: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:٧٤].

اللهم! أصلح أحوال المسلمين، وأصلح ذرياتهم، وأصلح شبابهم، واجعلهم هداةً مهتدين، يقولون بالحق وبه يعدلون، واجعلهم خيرُ خلفٍ لخير سلف، واجعلهم قرةِ عينٍ لآبائهم وأجدادهم، وانفعهم بهم، وارزقهم الاستقامةَ والصلاح، وقهم أسباب الفساد، إنك ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم.

وصلى الله على محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>