إذا لمس الأب من أحد أبنائه العناد وعدم اتباع النصح، وخاف عليه من الانحراف، فهل له أن يضربه ويقسو عليه؟ وما هي الطريقة المثلى لتربيته وجعله صالحاً بإذن الله؟ في الوقت الحاضر يصعب التخلص من المحطات الفضائية ومشاهدة الأبناء لها؛ لأنه إذا منعهم منها سوف يبحثون عنها في مكان آخر، فإذا جلس الوالد معهم، وحاول شرح الصالح لهم وحثهم على اتباعه، وبيان الشر والحرام وإقناعهم باجتنابه، فهل ترون أن هذه الطريقة صالحة وضرورية بإذن الله، وجزاكم الله خيراً ونفع بكم؟
الجواب
يفعل الوالد ما يستطيعه إذا رأى من أحد أولاده شيئاً من التصلب، أو شيئاً من القسوة عليه، أو الميل عن الاستقامة، وهذا يقع كثيراً من الأبناء، بحيث إنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة فيترك العبادة، ويقع في المنكرات، ويبتلى بالمخدرات، وما أشبه ذلك، فيقع الأب في حيرة، ماذا أفعل به؟! إنه قد كبر! إنه قد بلغ العشرين أو نحوها! كيف أضربه وهو أكبر مني؟ وأقوى مني؟ فنقول: يفعل ما يستطيعه، والهدايةُ بيد الله تعالى، يتكلم معه بالكلام اللين، ثم يشدد عليه ويقسو بالكلام، وإن رأى أن الضرب يؤثر فيه ويفيد ضربه، وإن رأى أنه لا يستفيد رفع أمره إلى من يأخذُ على يديه من الدوائر الحكومية، فلعلهم أن يؤدبوه التأديب الذي يرتدع به.
ونوصيه أن يدعو لهم بالصلاح والاستقامة، ويفعل ما يقدر عليه من الأسباب.
وأما ما ابتلي به المسلمون في هذه الأزمنة من القنوات الفضائية، فنقول: إن السلامةَ الابتعاد منها، والوالد عليه أن يبعدها عن مجتمعه وأسرته، وألا يدخل شيئاً من هذه الأجهزة في منزله؛ فإنها شر، وليس فيها خير، هذا هو الأولى، فيحذر أولاده، ويبين لهم شرها وآثارها، وإذا كانوا صالحين فإنهم سيقبلون من والدهم، ويرتدعون عن النظر إليها، وأما إذا عرف أنهم إذا منعوا منها في منزلهم تتبعوها في المقاهي وعند الجيران، ومع أصحابهم ورفقائهم؛ فننصحه أن يتابعهم، وأن يمنعهم منعاً شديداً حتى لا يقعوا فيها، وإذا كان ولابد فهناك أشرطة فيديو فيها منفعةٌ، فيظهر فيها مناظرُ حسنةٌ، ولو كان فيها شيءٌ من الصور المتحركة، فيتسلون بها، ويعرفون أحوال بعض الدول، ولا يكون فيها محذور إن شاء الله، فيكون فيها الانشغال عن المحرمات، هذا الذي نراه.