خامساً: أكل مالُ اليتيم: فيعم كل من كان عنده مال لغيره من يتيم أو فقير أو نحو ذلك، فأكله وجحده، وقد توعد الله عليه فقال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}[النساء:١٠] أي: يعاقبون بأن يأكلوا ناراً وهذه النار التي يأكلونها هي من نار جهنم.
يروى: أنهم يلقمون جمرات في النار تحرق أجوافهم، أو أنهم يسقون من الحميم الذي هو أشد حرارة مما يتصور، كما في قوله تعالى:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}[محمد:١٥].
فأخبر بأنهم إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً، أو أنهم يأكلون هذا المال الحرام، ويعاقبون بأن يعذبوا بالنار يوم القيامة، فهذا وعيد شديد، فالمسلم عليه أن يبتعد عن أكل مال الناس بغير الحق -اليتامى وغيرهم- والله تعالى قد نهى عن أكل المال بغير حق، فقال تعالى:{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:١٨٨]، أي: لا تأكلوا أموالهم التي تخصهم بغير حق، ظلماً وعدواناً؛ فإنكم بذلك متعرضون لعذاب الله وغضبه.