للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمِنَ الأعْمَى، وبرؤْية لَا يَتَغَيَّرُ بَعْدَهَا. وحَلَفَ مُدَّعٍ لِبَيْع بَرْنامِج أنَّ مُوَافَقَتَهُ لِلْمَكْتُوبِ، وَعَدَمُ دَفْعِ رَديء أوْ نَاقِصٍ، ولَقَاءِ الضِّفَةِ إنْ شُكَّ، وغَائبٍ ولَو بلا وصف عَلى خيارِه بالرُّؤْيَةِ (١) أوْ عَلَى يَوْمٍ، أوْ وَصَفَهُ غَيْرُ بائِعِهِ إنْ لَمْ يَبْعُدْ؛ كَخراسَانَ مِنْ إفْريقيَّةَ وَلَمْ تمكِنْ رُؤيتُهُ بِلَا مَشَقَّةٍ والنَّقْدُ فِيهِ، ومَعَ الشَّرطِ فِي الْعَقَارِ، وضَمِنَهُ المُشْتَري. وَفِي غَيْرِهِ إنْ قَرُبَ كاليَوْمَيْنِ، وضَمِنَة بَائعٌ إلَّا لِشَرْطٍ أوْ مُنَازَعَةٍ. وقَبْضُة عَلَى المُشْتَرِي، وحَرُمَ فِي نَقْدٍ وَطَعَامٍ رِبَا فَضْلٍ ونَسَاء (٢)، لَا دِينَارٌ وَدِرْهَمٌ أوْ غَيْرةُ بِمِثْلِهِمَا،

= يبيعوا مكانهم حتى يؤووه إلى رحالهم. قال البيهقي: متفق عليه.

والغرض من سوق هذه الأحاديث الإستدلال على جواز البيع بالجزاف. والله تعالى الموفق.

(١) وقوله وغائب ولو بلا وصف على خياره بالرؤية، هذا مذهب المدونة ونص ما فيها: أرأيت سلعة اشتريتها غائبة عني، قد كنت رأيتها أو على الصفة، أيجوز هذا؟ قال: نعم ا. هـ. منه.

وقال الشوكاني في الكلام على النهي عن بيع ما ليس عندك، قال: ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ" أي ما ليس حاضرًا عندك، ولا غائبًا في ملكك وتحت حوزتك. ا. هـ. منه.

قال ابن رشد في المقدمات: وبيع السلعة الغائبة على الصفة خارج مما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيع الغرر في مذهب مالك وجميع أصحابه، خلافًا للشافعي في قوله: إن الغائب لا يجوز بيعه على الصفة، لأنه لا عين مرئية ولا صفة مضمونة ثابتة في الذمة، وخلافًا لأبي حنيفة في قوله: إن شراء الغائب على الصفة وعلى غير الصفة جائز، وللمبتاع خيار الرؤية إذا نظر إليها. وقد روي عن الشافعي مثل هذا القول، والصحيح ما ذهب إليه مالك رحمه الله وجميع أصحابه؛ من أن شراء الغائب على الصفة جائز، وذلك للمبتاع لازم إن وجد الغائب على الصفة التي وصف بها، لأن الصفة تقوم مقام الرؤية للموصوف. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تُنْعَتُ المَرأَةُ لِلزِّوْجِ حَتَّى كَأنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا". أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-. فقد شبه -صلى الله عليه وسلم- المبالَغة في الصفة بالنظر. وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>