للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتُصَلِّي وتُوَطاُ (١).

هكذا احتسبت بأيام الدم وألغت ما بين ذلك من الأيام التي لم ترفيها دمًا، فإذا استكملت من أيام الدم قدر أيامها التي كانت تحيضها استظهرت بثلاثة أيام، فإن اختلط عليها أيام الاستظهار حسبت أيام الدم، وألغت أيام الطهر فيما بين الدمين، حتى تستكمل ثلاثة أيام من أيام الدم بعد أيام حيضتها. ثم اغتسلت، وكانت مستحاضة بعد ذلك فهي تصلي وتصوم ويأتيها زوجها. ا. هـ. منه. بتصرف. والله الموفق.

(١) وقوله: ثم هي مستحاضة. ألخ. دليله حديث عائشة رضي الله عنها؛ أن فاطمة بنت أبي حبيش قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّمَا ذلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَاتْرُكِي الصَّلَاةَ، فَإذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي". أخرجه في منتقى الأخبار وقال: رواه البخاري والنسائي وأبو داود. وفي رواية للجماعة إلا ابن ماجه: "فَإذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ فَإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلَّي". وزاد الترمذي في رواية وقال: "تَوَضئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّي يَجِيءَ ذلكَ الْوَقْتُ. وفي رواية للبخاري: "وَلكِنْ دَعِي الصَّلَاةَ قدْرَ الْأيَّامِ التِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلَّي".

وعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة بنت جحش، التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، شكت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدم فقال لها: "امْكثِي قَدْرَ مَا كَانَتْ تحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ ثُمَّ اغْتَسِلِي". فكانت تغتسل عند كل صلاة. رواه مسلم، ورواه أحمد والنسائي ولفظهما: "قَالَ فَلْنَنْتَظِرْ قَدْرَ قُرُوئهَا الَّتِي كانَتْ تحِيضُ فلْتَتْرُكِ الصَّلاةَ ثُمَّ لْتَنظُرمَا بَعْدَ ذلِكَ فَلْتَغْتَسِلْ عِنْدَ كُل صَلَاةٍ وَتصلِّي". وعن القاسم عن زينب بنت جحش أنها قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- إنها مستحاضة فقال: " تَجْلِسُ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُؤخِّر الظُّهْرَ وَتُعَجِّلُ الْعَصْرَ وَتَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَتُؤخِّرُ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلُ الْعِشَاءَ وَتَغْتَسِلُ وَتُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا وَتَغْتَسِلُ للْفَجْرِ". رواه النسائي.

وعن أم سلمة أنها استفتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في امرأة تهراق الدم، فقال: لْتَنْظُرْ قَدْرَ الَّلَيَالِي وَالْأيَّام الَّتِي كَانَتْ تَحِيضُهُن وَقَدْرَهُنَّ مِنَ الشَّهرِ فَتَدَعُ الصَّلَاةَ ثُمَّ لتَغْتَسِلْ وَلْتَسْتَثْفِرْ ثُمَّ تُصَلِّي" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد. قال الشوكاني في الكلام على الحديث الأول من هذه الأحاديث، وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>