للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَسْخِ عَقْدِ كِرَائِهِ تَرَدُّدٌّ، ولَا يَضْمَنُ نَقْصَهُ، فإنْ هَدَمَ وَبنَى فَلَهُ قيمَتُهُ قَائمًا وللشَفِيعِ النَقْضُ، أمَّا لغيبَةِ شَفِيعِهِ فَقَاسَمَ وَكيلُهُ أوْ قَاضٍ عَنْهُ أوْ أَسْقَطَ لِكَذِبٍ في الثمَنِ أوْ اسْتُحِق نِصْفُهَا وحُطَّ ما حُطَّ لِعَيْبٍ أوْ لِهِبَةٍ إنْ حُطَّ عَادَةً أوْ أَشْبَهَ الثَّمَنَ بَعْدَه، وإن اسْتُحِقً الثَّمَنُ أوْ رُدَّ بِعَيْبٍ بَعْدَهَا رَجَعَ الْبَائعُ بِقيمَةِ شِقْصِهِ ولَوْ كَانَ الثَمَنُ مِثْلِيًّا إلَّا النَّقْدَ فَمِثْلُهُ. وَلَمْ يَنْتَقِضْ مَا بَيْنَ الشَّفِيع والمشتري وإنْ وَقَعَ قَبْلَهَا بَطَلَتْ، وَإنْ اخْتَلَفَا في الثمَنِ فَالْقَوْلُ لِلْمُشْتَري بِيَمينٍ فِيمَا يُشْبِهُ ككَبِير يَرْغَبُ في مجُاورهِ وإلا فَلِلشَّفِيع وإنْ ئَمْ يُشْبهَا حَلَفَا وردَّ إِلى الْوَسَطِ، وإنْ نَكَلَ مُشْتَرٍ فَفي الأخْذِ بِمَا ادَّعَى أوْ أدَّى قَوْلَان، وإنْ ابْتَاعَ أرْضًا بزرْعِهَا الأخْضَرِ فاسْتُحِقَّ نِصْفُهَا فَقَطْ واسْتَشْفَعَ بَطَلَ الْبَيْعُ في نِصْفِ الزَّرْعِ لبِقَائهٍ بِلَا أرْضٍ كمُشْتَرِي قِطْعَهٍ مِنْ جنَانٍ بإِزَاءِ جِنَانِهِ لِيِتَوَصَّلَ لَهُ مِنْ جِنَانِ مُشْتَرِيهِ، ثُمَّ اسْتُحِق جِنَانُ المُشْتَري ورَدَّ الْبَائعُ نِصْفَ الثَمَنِ ولَهُ نِصْفُ الزَّرْعِ وَخُيِّر الشَّفِيعُ أوَّلًا بَيْنَ أنْ يَشْفَع أوْ لَا، فيُخَيَّرُ المبْتَاعُ في رَدِّ ما بَقِيَ.

= في آن واحد، وعليه أيضًا تولي ابن العم ونحوه الطرفين، وعليه شراء الوصي من مال يتيمه وشفعته له من نفسه. ا. هـ.

تتمَّة: أدلة من قال: الشفعة بالجوار -مثل أبي حنيفة ومن وافقه- هي هذه الآثار التي نوردها فيما بعد، وقد تقدم في أول الباب بعض مناقشة للأدلة، وبينا هناك أنه يمكن الجمع بين هذه الأدلة وأدلة الجمهور القائلين: إنما الشفعة للشريك المقاسم. والمراد سرد ما وقفت عليه من هذه الآثار كل على حدة استكمالًا للفائدة.

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا شيخ من أهل الطائف يقال له عبد الله بن عبد الرحمن قال: سمعت عمرو بن الشريد يُحدث عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" الْجَارُ أحَقُ بِسَقَبِهِ".

وأخبرنا عبد الرزاق عن الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد أن أبا رافع ساومه سعد في بيت له، فمَا له سعد: ما أنا بزائدك على أربعمائة مثقال. فقال أبو رافع: لولا أني سمعت =

<<  <  ج: ص:  >  >>