للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المغْرِبُ (١) إِلَّا رَكْعَتَي الْفَجْر والوردَ قَبْلَ الفَرْضِ لِنَائمٍ عَنْهُ، وَجَنَازةً وسُجُودَ تِلَاوةٍ

= الله -صلى الله عليه وسلم- تقضي على كل اجتهاد يخالفها يقدح فيه بموجبها بالقادح المعروف بفساد الاعتبار. ونقل الشوكاني هنا عن النووي قوله: لا أظن أن عالمًا يبلغه هذا اللفظ صحيحًا فيخالفه. ا. هـ.

لذلك، فإني أرى أن كل من تبلغه هذه الأحاديث ومثلها فيصر على مذهبه المخالف لها، يجر عليه الذيل قوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. والله تعالى ولي التوفيق هو حسبنا ونعم الوكيل.

(١) وقول المصنف: وكره بعد فجر وفرض عصر إلى أن ترتفع قيد رمح وتصلى المغرب، دليله حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرَّبَ الشَّمْسُ". متفق عليه، وروي عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، متفق عليه.

قلت: غير أن الغاية هنا التي وردت في قول المصنف: وتصلى المغرب. تدل على كراهة النافلة بعد أذان المغرب قبل صلاة المغرب، وفي تقرير ذلك ما فيه من مخالفة النص الثابت في الصحيح عمن لا يسع المسلم إلا اتباعه، وقد علمت قول مالك المأثور: كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ففي حديث أنس قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون ركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإِقامة شيء، وفي رواية: إلا قليل. رواه أحمد والبخاري.

وفي لفظ: كنا نصلي على عهد رسول -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب. فقيل له: أكان رسول -صلى الله عليه وسلم- صلاهما؟. قال: كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا. رواه مسلم وأبو داود.

وإن كان مستند من حكى كراهة الركعتين قبل صلاة المغرب هو حديث عقبة بن عامر؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لَا تَزَالُ أُمَّتَي بِخَيْرٍ أَوْ عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ". رواه أحمد وأبو داود وأخرجه الحاكم في المستدرك. ونحوه مما ورد في الحث على تعجيل المغرب، وقال بكراهة الركعتين قبل المغرب لأن صلاتهما تؤدي إلى تأخير المغرب، فالجواب أن الأحاديث الواردة =

<<  <  ج: ص:  >  >>