للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسَجْدتَيْهَا وقُتِلَ بِالسَّيْفَ حَدًّا ولوْ قَال: أَنَا أَفْعَلُ (١) وَصَلَّى عَلَيْهِ غَيْرُ فَاضِل وَلَا

= قال: وقال مالك: وأنا أكره الصلاة في الكنائس لنجاستها من أقدامهم وما يدخلون فيها من الصور التي فيها. فقيل له: يا أبا عبد الله إنا ربما سافرنا في أرض باردة، فيجيئنا الليل ونغشى قرى، ولا يكون لنا فيها منزل غير الكنائس تكننا من البرد والمطر والثلج. قال: أرجو إذا كانت الضرورة أن يكون في ذلك سعة إن شاء الله، ولا يستحب النزول فيها إذا وجد غيرها.

قلت: وقد تقدم لك حديث ابن ماجه: "سَبْعُ مَوَاطِنَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ فَيها … " وذكرمنها معطن الإِبل، قال ابن قدامة في المغني: ومعاطن إبِل يبال فيها، فإن البعير البارك كالجدار. روي عن ابن عمر أنه أناخ بعيره مستقبل القبلة ثم جلس يبول إليه، ولا يتأتى هذا في حيوان سواها. ا. هـ. منه.

(١) وقوله: ومن ترك فرضًا أخر لبقاء ركعة بسجدتيها إلخ. أي لأنه حد من حدود الله؛ كالزنا والسرقة، لا يستتاب صاحبه ولا تنفعه التوبة في دفع إقامة الحد عليه. فأما الدليل على إباحة قتل تارك الصلاة فهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أْمِرْتُ أْنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَلَّا إِلهَ إِلَا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاة وَيُؤْتُوا الزَّكَاة فَإِذَا فَعَلُوا ذلِك عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". متفق عليه. وأما الدليل على أنه يقتل حدًا لا كفرًا؛ فهو حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خَمْسُ صَلَواتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ أَتَى بِهِنَّ لَمْ يُضَيَّعْ مِنْهُنْ شَيئًا اسْتِخْفَافًا بِهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهْ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَلَهُ" رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه مالك في الموطإ. وأيضًا فقد روي عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَحَدَهُ لَا شَريكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهَ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَكَلِمَتُة أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحُ مِنْهُ، والْجَنَّةُ حَقُّ وَالنَّارُ حَقُّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ". متفق عليه.

وعن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ومعاذ ردلفه على الرحل: "يَامَعَاذَ. قال لَبْيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ عَبْد يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلا حَرَّمَهُ اللَّه عَلَى النَّارِ" قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟. قال: "إذًا يَتَّكِلُوا". فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا. متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>