للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَرْجِعُهَا لَهُ كَالْعَشْرِ وإنْ بَنَى مُحَبَّسٌ عَلَيْهِ فَمَاتَ وَلَمْ يُبَيِّنْ فَهُوَ وَقْفٌ وَعَلى مَنْ لَا يُحَاطُ بِهِمْ أوْ عَلى قَوْمٍ وأعْقَابِهِمْ، أوْ عَلى كوَلَدِهِ ولَمْ يُعَيِّنْهُمْ، فَضَّلَ المُوَلَّى أهْلَ الحَاجَةِ والْعِيَالِ في غَلَّةٍ وسُكْنَى وَلَمْ يُخْرَجْ سَاكِنٌ لِغيْرِهِ إلَّا بشَرْطٍ أوْ سَفَرِ انْقِطَاعٍ أوْ بَعيدٍ.

= (٢) وقوله: وأقاربي؛ أقارب جهتيه مطلقًا وإن قصَوْا: نقل المراق، قال مالك: من أوصى لأقاربه قسم على الأقرب فالأقرب بالاجتهاد، ولا يدخل في ذلك ولد البنات. قال عيسى وينظر فيه على قدر ما يرى وينزل، فربما لم يدع غير ولد النات وولد الخالات. قال ابن يونس: يريد فيعطوا حينئذ. قال ابن القاسم: ولا يدخل الخال ولا الخالة ولا قرابته من قبل الأم إلا أن لا يكون له قرابة من قبل الأب. ا. هـ. منه.

قلت: في السنن الكبرى للبيهقي: باب الصدقة في الأقربين، ثم ساق سندًا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه. قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا من نخل، وكات أحب أمواله إليه بئر تسمى بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء كان فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (١). قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال إن الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}. وإن أحب مالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأقْرَبِينَ". قال أبو طلحة: أفعل يا رسول اللهُ. فقسمها أبو طلحة في أقاربه أو بني عمه. متفق عليه. وفي رواية لمسلم: فجعلها فس حسان بن ثابت وأبي بن كعب. وفي رواية للبخارىِ قال "اجْعَلْهَا لِفُقَرَاءِ قَرَابَتِكَ" وعليه فإن أبا طلحة جعل بيرحاء في قرابته بإرشاد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلها في حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، يجتمع مع أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام، يجتمع معه في حرام؛ وهو الجد الثالث بالنسبة لهما، وجعلها أيضًا في أبي بن كعب بن قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك، وعمرو هذا هو الذي يجتمع فيه مع أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك، فإن عمرو بن مالك هو السادس بالنسبة لأبي بن كعب، السابع بالنسبة لأبي طلحة. =


(١) سورة آل عمران: ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>