= وقوله: مرتفع، لا إشكال فيه لأنه أولى لارتفاع الصوت المطلوب. وقوله: قائم إلا لعذر؛ قال في المدونة: وقال مالك لم يبلغني أن أحدًا أذن قاعدًا. قال: وأنكر ذلك إنكارًا شديدًا. وقال: إلاَّمن عذر به يؤذن لنفسه إذا كان مريضًا. اهـ.
وقوله: مستقبل إلا لإِسماع؛ قال في المدونة: قال ابن القاسم: وسألت مالكًا عن المؤذن يدور في أذانه، ويلتفت عن يمينه وعن شماله فأنكره. وبلغني عنه أيضًا أنه قال: إن كان يريد أن يسمع فنعم وإلا فلا. ولم يعرف الإِدارة. قلت: ولا يدور حين يقول حي على الصلاة؟. قال: لا يعرف هذا الذي يقول الناس يدور، ولا هذا الذي يقول الناس يلتفت يمينًا وشمالًا. قال ابن القاسم: وكان مالك ينكره إنكارًا شديدًا إلا أن يكون يريد أن يسمع. فإن لم يرد به ذلك فكان ينكره إنكارًا شديدًا أن يكون هذا من حد الأذان. ويراه من الخطإ. وكان يوسع أن يؤذن كيف تيسر عليه. قال ابن القاسم: ورأيت المؤذنين ووجوههم إلى القبلة. ا. هـ. منه.
قلت وقد ورد الالتواء في الأذان في حديث أبي جحيفة قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فخرج بلال فأذن فجعل هكذا يحرف يمينًا وشمالًا. قال سفيان: قال عون عن أبيه: فجعلت اتتبع فاه يمينًا وشمالًا. متفق عليه. وإذًا، فلم يبق لإِنكاره مبرر إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ الإِمام. والله الموفق.
(٣) وقول المصنف: وحكايته لسامعه لمنتهى الشهادتين مثنى ولو متنفلًا لا مفترضًا؛ دليله قوله -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إِذَا سَمِعْتُمُ النَّدَاء فَقَولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ". متفق عليه ورواه الموطأ.
وقوله: لمنتهى الشهادتين دليله حديث عمر بن الخطاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إذَا قَالَ الْمُؤَذّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ أَحَدُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلَّا اللَّهُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلهَ إلَّا اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: حَيِّ عَلَى الصلَاةِ. قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: حَيِّ عَلَى الْفَلَاحِ. قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَر اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهْ أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: لَا إِلهَ إلَّا اللَّهُ. قَالَ: لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ. مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ". متفق عليه. =