للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُسْمعَ نَفْسَهُ ومَنْ يليه، وَسِرٌّ بِمَحَلِّهِمَا (١)، وكُلُّ تَكْبيرةٍ إلَّا الإحْرامَ، وَسَمِعَ اللهُ

= وروي عن عقبة بن عامر، قال: كنت أقود لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناقته في السفر، فقال لي: "يَا عُقْبَة ألَا أُعْلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا؟."، فعلمني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس. ا. هـ. رواه البغوي في شرح السنة، وأخرجه النسائي ورواه أبو داود وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وفي شرح السنة ما نصه: وروي عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من فلان -لرجل كان أميرًا على المدينة. قال سليمان: صليت خلفه فكان يطيل الركعتين الأوليين في الظهر ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في الركعتين الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الركعتين الأوليين من العشاء بوسط المفصَّل، ويقرأ في الصبح بطوال المفصل وهذا الخبر رواه أحمد والنسائي بإسناد صحيح وصححه ابن خزيمة. والمفصل من القرآن من الحجرات إلى آخر القرآن، والطوال منه من الحجرات إلى آخر والسماء ذات البروج، ووسط المفصل من هذا المحل إلى آخر سورة لم يكن، وقصاره ما بعد ذلك.

(١) قوله: وجهر أقله أن يسمع نفسه ومن بليه وسر بمحلهما؛ يريد بمحلهما أن محل الجهر بالقراءة صلاة المغرب والعشاء والصبح، ومحل السر صلاة الظهر: العصر. أما الدليل على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يسر في الظهر والعصر، فهو ما أخرجه الدارمي في سننه قال: باب كيف العمل بالقراءة في الظهر والعصر؛ أخبرنا أبو المغيرة، ثنا الأوزاعي عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر، ويسمعنا الآية أحيانًا، وكان يطول في الركعة الأولى. ا. هـ. وأما عن الجهر في صلاة الليل من الفريضة والصبح أخرج الدارمي؛ أخبرنا عثمان بن عمرأنا يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن أم الفضل أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالمرسلات. ا. هـ. فقولها: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب، دليل على أنه كان يجهر فيها. وعن أبي هريرة أن رسول -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: "هَلْ قَرَأ مَعِي أحَدٌ مِنْكمْ آنِفًا". الحديث، وهو دليل على مشروعية الجهر في محله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>