للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السَّلَامِ مِن الثَّانِي (١)، وَعَلَى الطُّمَأْنِينَةِ (٢)، ورَدُّ مُقْتَدٍ عَلى إمَامِهِ ثُمَّ يَسَارِه وَبِه أَحَدٌ، وجَهْرٌ بِتَسْلِيمَةِ التَّحْلِيلِ فَقَطْ، وإِن سَلَّمَ عَلى الْيَسَارِ ثُمَّ تكَلَّمَ لَمْ تَبْطُلْ (٣). وَسُتْرَةٌ لإِمَامٍ وَفَذٍّ، إنْ خَشِيَا مُرُورًا، ثَابِتٍ غَيْرِ مُشْغِلٍ، في غِلَظِ رُمْح

= وقال البغوي: ورفع اليدين حذو المنكبين في هذه المواضع الأربع متفق على صحته، يرويه جماعة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منهم: عمرُ وعليُّ بن أبي طالب، ووائل بن حجر، وأنس، وأبو هريرة، ومالك بن الحويرث، وأبو حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبه يقول أكثر أهل العلم من أصحاب النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، منهم أبو بكر، وعلي، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر، وأبو هريرة، وأنس، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم. وإليه ذهب من التابعين: الحسن البصري، وابن سيرين، وعطاءٌ، وطاوس، ومجاهد، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير، ونافع، وقتادة، ومكحول وغيرهم.

وبه قال الأوزاعي، ومالك في آخر أمره، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. ا. هـ. منه. وخلاصة القول في الموضوع؛ إن المتقيد بما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتبع لسنته عليه الصلاة والسلام، لا يسعه -بعد ما يبلغه هذا- إلَّا الأخذ به اقتداءً به، واستنانًا بسنته وعملًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُوني أُصَلِّي".

ولا يحيد عن ذلك إلا من أعماه التعصب المذهبي، أجارنا الله وإخواننا المسلمين منه. والله الموفق.

(١) قوله: وكل تشهد، والجلوس الأول والزالْد على قدر السلام من الثاني، أي كل فرد منه؛ أي من التشهد، سنة مستقلة، ولو التشهد بعد سجود السهو، وهو يسر به، ولفظه الأفضل عند مالك تشهد عمر رضي الله عنه ولفظه: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلهِ، الطَّيَّبَاتُ وَالصَّلَوَاتُ لِلهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَاَلى وَبَرَكَاتهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمدًا عَبْدُةُ وَرَسُولُهُ". والتشهد المختار عند أحمد تشهد ابن مسعود ولفظه: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيَّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَة اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَد أنْ لَا إلهَ إلَّا الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".

<<  <  ج: ص:  >  >>