= (٤) وقوله: ووضع يديه على ركبتيه بركوعه؛ قال الدردير: هو مكرر مع قوله: وندب تمكينهما منهما، والأولى كما في بعض النسخ إسقاط بركوعه وجر لفظ وضع عطفًا على قوله: بإفضاء اليسرى، فهو من تمام صفة الجلوس، ويكون قوله: ركبتيه، على حذف مضاف، أي على قرب ركبتيه.
وكيفية وضع اليدين في التشهدين: هي ما أخرجه البغوي بسنده عن علي بن عبد الرحمن المعاويِّ أنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصا في الصلاة، فلما انصرف نهاني، وقال: اصنع كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع. قلت: وكيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟. قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفَّه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، واشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى. ا. هـ. وهذا الحديث أخرجه الموطأ، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
والاختيار عند بعض أهل العلم قبض أصابع يده اليمنى إلَّا السبابة في التشهد. وقال قوم: يقبض الخنصر والبنصر، ويحلق بين الإبهام والوسطى برؤوس الأنامل. وقيل: يضع أنملة الوسطى بين عقدي الإبهام. وسوف يأتي مزيد لهذا عند قول المُصَنِّف قريبًا: وعقده يمناه في تشهده ألخ. والله الموفق.
(٥) وقوله: ووضعهما حَذو أذنيه أو قربهما بسجود؛ دليله ما جاء في حديث أبي حميد الساعدي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته على الأرض، ونحَّى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه. ا. هـ. وعن وائل بن حجر قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- حين يسجد ويديه قريبتين من أذنيه. رواه البغوي بسند صحيح، ورواه أحمد، وأخرجه أبو داود، ورواه مسلم من حديث وائل بن حجر. وفيه: ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه. وروي عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: أين كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضع وجهه إذا سجد؟. قال: بين كفيه. ذكره البغوي في شرح السنة. وهو في الترمذي في الصلاة، باب ما جاء أين يضع الرجل وجهه إذا سجد، وقال: حديث حسن صحيح. ا. هـ.