للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وإذًا فروايات الموطإ وأشهب، ومطرف وابن الماجشون، ورواية المدونة عن ابن وهب كلها مثبتة، ورواية المدونة عن ابن القاسم نافية، والمثبت مقدم على النافي.

فيتحصل من هذا النقاش أنه يتعين علينا الأخذ بأقوال من قال من أصحابنا بوضع اليمني على اليسرى في الصلاة بغض النظر عمن يكون قائل ذلك من مشائخنا. هكذا يلزمنا الأخذ به بنقاش بسيط داخل المذهب كمقلدين.

وإذا تجاوزنا بالمسألة إلى بحثها على نطاق أوسع، وقلنا على سبيل الفرض: إن السدل هو المشهور في مذهب مالك، نجد أن القرآن العظيم يرشدنا معشر الأمة إلى الرجوع في النزاع فيما بيننا إلى الله ورسوله بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (١).

وإذا رجعنا إلى القرآن في المسألة، نجد أنه روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه فسر قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (٢). بوضع اليمني على الشمال في الصلاة، رواه الدَّارقُطْنِي والبيهقي والحاكم وقال: إنه أحسن ما روي في تأويل الآية. وعند البيهقي من حديث ابن عباس مثل تفسير علي. وروى البيهقي أيضًا أن جبريل فسر الآية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. وفي إسناده اسرائيل بن حاتم، وقد اتهمه ابن حبان به. ا. هـ. من نيل الأوطار.

وإذا رجعنا إلى السنة وجدنا أن وضع اليمنى على اليسري رواه البخاري، ومسلم، ومالك، وأبو داود، وابن حبان، والضياء بسند صحيح، والإمام أحمد بسند صحيح، والنسالْي بسند صحيح، والدارقطني كذلك، وابن خزيمة في صحيحه، والترمذي إلى غير ذلك، كل هؤلاء يرويه قولًا وفعلًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ونجد في مقابل ذلك أن ابن المنذر روي عن ابن الزبير والحسن البصري والنخعي؛ أن كل هؤلاء الثلاثة كان يرسل يديه في الصلاة ولا يضع اليمني على اليسرى، ونقله النووي عن الليث بن سعد، =


(١) سورة النساء ٥٩.
(٢) سورة الكوثر ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>