= الله بن موسي بن عمير العنبري وقيس بن سليم العنبري قالا: حدثنا علقمة بن وائل عن أبيه قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان قائمًا في الصلاة قبض بيمينه على شماله. رواه النسائي - ا. هـ.
وقد علمت أن الجمع بين الدليلين أولي من طرح أحدهما، وهو ممكن هنا لا سيما إذا تأملت قول المختصر: وهل كراهته للاعتماد؟. يتضح لك أن احتمال الاعتماد لا يتصور إلا في هيئة القابض بإحدى يديه على الأخرى، وأما مجرد الوضع فلا اعتماد فيه. والله تعالى هو الموفق.
(١) وقوله: وتقديم يديه في سجوده وتأخيرهما عند القيام؛ وذلك لدليل ما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ". وهو في البغوي بسنده عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، وإسناده صحيح، وهو في البغوي وأبي داود، وأخرجه أحمد، ا. هـ. وبه أخذ مالك والأوزاعي وابن حزم وقالوا باستحباب وضع اليدين قبل الركعتين، وهي رواية عن الإمام أحمد، وروى الحازمي عن الأوزاعي أنه قال: أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم. قال أبوداود: وهو قول أصحاب الحديث. وقال الشوكاني: إن حديث أبي هريرة له شاهد من حديث ابن عمر، أخرجه ابن خزيمة وصححه وذكره البخاري تعليقًا موقوفًا. كذا قال الحافظ في بلوغ المرام، قال: وأخرجه الدار قطني والحاكم في المستدرك مرفوعًا بلفظ "إنَّ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا سَجَدَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ". ا. هـ. نيل الأوطار.
(٢) وقوله: وعقده يمناه في تشهده الثلاث مادًّا السَّبَّابَة والإبهام وتحريكها دائمًا؛ دليل ذلك حديث مسلم والموطإ عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال: رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصا في الصلاة، فلما انصرف نهاني وقال: اصنع كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع. قلت: وكيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع؟. قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى. رواه البغوي وقال أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك. ا. هـ. وعن عبد الله بن الزبير قال: كان =