للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه السبابة ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته. أخرجه البغوي في شرح السنة، وهو في صحيح مسلم: باب صفة الجلوس في الصلاة. وبالله التوفيق.

وقال الألباني: وكان يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى، ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة، ويرمي ببصره إليها. رواه مسلم وأبو عوانة. وكان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى، وتارة كان يحلق بهما حلقة، وكان يحرك إصبعه بدعوبها ويقول: "لَهِي أَشَدُّ على الشَّيْطَانِ مِنَ الْحَدِيدِ". يعني السبابة، رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح. ا. هـ. منه.

(٣) وقوله: وتيامن بسلام؛ قد تقدم الكلام على ذلك عند قول المُصَنِّف: ورد مقتد على إمامه ويساره، وبه أحد، وجهْر بتسليمة التحليل فقط، فأغنى عن إعادة الكلام عليه هنا، والحمد لله.

(٤) وقوله: ودعاءٌ بتشهد ثان؛ دليله ما أخرجه الدارمي: باب الدعاء بعد التشهد: أخبرنا أبو المغيرة، ثنا الأوزاعي عن حسان عن محمد بن أبي عائشة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. ا. هـ. حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي بنحوه. ا. هـ. منه بلفظه. وهذا الحديث في الموطإ: باب: ما جاء في الدعاء. وفي صحيح مسلم: باب: ما يستعاذ منه في الصلاة. وعن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ". فقال قائل: ما أكثر ما يستعيذ من المغرم، فقال: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ"، أخرجه البغوي وقال: متفق عليه. ا. هـ.

(٥) وقوله: وهل لفظ التشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة أو فضيلة خلاف؛ الأولى عندي أن يقول: سنة أو واجبة خلاف، لأن السنة هي أدنى مراتبهما، لأن ما نسميه السنة في مصطلحنا هي ما واظب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر به من غير إيجاب، وأظهره في جماعة. قال في مراقي السعود:

وسنة ما أحمدٌ قد واظبا … عليه والظهور فيه وجبا =

<<  <  ج: ص:  >  >>