= (٢) وقوله: كَدُعَاءٍ قبل قراءة؛ هو مذهب المدونة ونص ما فيها: وقال مالك من كان وراء الإمام، ومن هو وحده، ومن كان إمامًا، فلا يقل:"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" ولكن يكبرون ويبتدئون القراءة. ا. هـ. منه.
ولكن السنة جاءت بدعاء الاستفتاح؛ ففي سنن الدارمي ما نصه: أخبرنا زكريا بن عدي، حدثنا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل فكبر فقال:"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ"، ثُمَّ يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ قَالَ جَعْفَرٌ: وَفَسَّرَهُ مَطَرٌ: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ. ا. هـ.
وعن أبي هريرة قال: سكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين التكبير والقراءة إسكاتة، قال: حسبته قال: هنيهة. قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله أرأيت إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟. قال:"أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ والْمَاءِ وَالْبَرَدِ". ا. هـ. رواه البغوي وقال: متفق عليه. أخرجه البخاري عن موسي بن اسماعيل، وأخرجه مسلم عن أبي كامل الجحدري، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد.
(٣) وقوله: بعد فاتحة؛ وأثناءها وأثناء سورة، وركوع، وقبل تشهد وبعد سلام إمام وتشهد أول؛ أي لأن هذه المواضع كلها لم يؤثر الدعاء فيها.
وقوله: لا بين سجدتيه؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- روي ابن عباس أنه كان يقول بين السجدتين:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي وَأرزُقْنِي". ويروى هكذا عن عليٍّ. وبه يقول الشافعي، وأحمد، واسحاق أنه يقول هكذا في المكتوبة والتطوع جميعًا. ا. هـ. البغوي.
وروي عن حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين السجدتين:"رَبِّ اغْفِرْ لِي" أخرجه أحمد، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجه. وإسناده صحيح. صححه الحاكم ووافقه الذهبي.