= وأخرج ابن خزيمة أيضًا من حديث أنس بن مالك الأنصاري أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي بهم، لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة ثم تبسم فضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظَنَّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة، فأشار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أن أتمُّوا صلاتكم. ا. هـ. وهذا الحديث أخرجه البخاري من طريق عقيل. ا. هـ.
وأما المشي في الصلاة لسترة، فهو لدليل ما أخرجه الطبراني والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إذ جاءت شاة تسعى بين يديه، فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط، فمرت الشاة من ورائه. وبالله التوفيق.
(١٠) وقوله: وسدّ فيه لتثاؤب؛ فإن جواز سد الفم للتثاؤب وارد بما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن سهيل عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسُدَّ بِيَدِهِ فَاهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ". وهذا الحديث أخرجه مسلم في الزهد من طريق الدراوردي. اهـ.
(١١) وقوله: ونفث بثوب لحاجة كتنحنح؛ دليل جواز التنحنح في الصلاة، هو ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، عن عبد الله بن نجي الحضرمي، عن أبيه قال: قال عليٌّ: كانت لي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة لم تكن لأحد من الخلائق، إنِّي كنت أجيئه، فأسلم عليه حتى يتنحنح فأنصرف إلى أهلي.
وقوله قبل: وإصلاح ردائه؛ الدليل على جواز إصلاح اللباس في الصلاة هو ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه باب: الرخصة في إصلاح المصلي ثوبه في الصلاة، ثم ساق سندًا إلى وائل بن حجر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل في الصلاة رفع يديه ثم كبَّر، ثم التحف ثم أدخل يديه في ثوبه، ثم أخذ شماله بيمينه ثم ذكر الحديث. ا. هـ. منه.
وهذا الحديث أخرجه مسلم من طريق محمد بن جحاوة وفيه: ثم التحف بثوبه. كذا ذكره الأعظمي في التعليق على ابن خزيمة. =