للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بأن يقول له: سبحان الله. لعله يتذكر سهوه عن السجدة، فإن تذكر ورجع لها فذاك، وإن لم يرجع لها فلا يكلمونه عند سحنون؛ الذي مشى المصنف هنا على مذهبه؛ لأنه رأى أن الكلام لإصلاحها يبطلها، فإن تركوا التسبيح بطلت صلاتهم لأنهم تعمدوا ترك السجدة، فإذا لم يرجع الإمام للسجدة التي تركها من الأولى، وخيف عقده الركعة الثانية التي قام له برفع رأسه من ركوعها معتدلًا مطمئنًا، قام المأمومون لعقدها معه، وبعقدها بطلت الأولى وصارت الثانية أولى للجميع ولا يسجدون السجدة، وإن سجدوها لم تجزهم عند سحنون ولا تبطل صلاتهم، فإذا جلس عقب الثانية في ظنه، قام المأمومون ولا يجلسون معه لأنها صارت أولى، كقعوده - أي الإمام - عقب ثالثة، في الواقع الذي هو حسب ما يعتقده المأمومون، فلا يقعدون معه وإن ظنها هو رابعة، و إذا سلم الإمام عقب تشهده لظنه كمال صلاته بطلت عليه بمجرد سلامه، وأتى المأمومون بركعة يؤمهم أحدهم فيها إن شاؤوا، وإن شاؤوا صلوا أفذاذًا وصحت لهم صلاتهم، وسجدوا قبل السلام لنقص السورة من الركعة ولنقص التشهد الأول. قال في جواهر الإكليل: هذا مذهب سحنون وهو ضعيف. والمعتمد مذهب ابن القاسم؛ وهو أنه إن لم يفهم بالتسبيح فلا يكلمونه لأنهم إن كلموه بطلت صلاتهم، ولكنهم يسجدونها لأنفسهم ويجلسون معه ويسلمون بسلامه وصحت صلاتهم، فهذه مستثناة من قاعدة: الكلام لإصلاح الصلاة لا يبطلها.

وقوله: وإن زوحم مؤتم عن ركوع أو نعس أو نحوه، اتبعه في غير الأولى ما لم يرفع من سجودها، هذا رأي ابن القاسم؛ قال في المدونة: وقال ابن القاسم: الذي أرى وآخذ به في نفسي؛ الذي ينعس خلف الإمام في الركعة الأولى أنه لا يتبع الإمام فيها، وإن كان يدركه قبل أن يرفع رأسه من سجودها، ويسجد مع الإمام ويلغي تلك الركعة، ويقضيها إذا قضى صلاته، وإنما يتبع الأمام عندي بالركعة في الثانية والثالثة والرابعة، إذا طمع أن يدركه قبل أن يرفع رأسه من سجودها، فأما الأولى فلا تشبه عندي الثانية ولا الثالثة، وهذا رأيي ورأي من أرض؛ يعني المغيرة. ا. هـ. منه.

وإن زوحم مؤتم عن سجدة أو سجدتين من الأولى أو غيرها، فلم يسجدها حتى قام الإمام لما تليها، فإن لم يطمع في سجودها؛ بأن لم يتحققه أو يظنه قبل عقد إمامه الركعة التي تليها برفع رأسه من ركوعها، تمادى وجوبًا على ترك السجدة أو السجدتين وتبع إمامه فيما هو فيه، فإن سجدها ولحق =

<<  <  ج: ص:  >  >>