(١) وقوله: وص وأناب، وفصلت تعبدون؛ أما محل السجدة في ص فلا خلاف عند من يقول بالسجود فيها، وأما السجود في فصلت، فلما في المدونة: وسألت مالكًا عن (حم تَنْزِيلٌ) أين يسجد فيها، (إنْ كُنْتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ)؟. أو (يَسْأمُونَ) لأن القراء اختلفوا فيها؟. قال: السجدة في: (إنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ). ا. هـ. منه.
(٢) وقوله: وكره سجود شكر أو زلزلة؛ قال البيهقي في السنن الكبرى ما نصه: باب سجود الشكر، وساق سندًا إلى البراء قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علي بن أبي طالب، وأمره أن يقفل خالدًا ومن معه، إلا رجلًا ممن كان مع خالد أحب إن يعقب مع علي رضي الله عنه فليعقب معه. قال البراء: فكنت ممن عقب معه. فلما دنونا من القوم خرجوا الينا، فصلى بنا علي رضي الله عنه، وصفنا صفًا واحدًا، ثم تقدم بين أيدينا فقرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأسلمت همدان جميعًا، فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم فلما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب خر ساجدًا، ثم رفع رأسه فقال: "السلَامُ عَلَيّ هَمَدَان، السَّلَامُ عَلَى هَمَدَانَ. قال البيهقي أخرج البخاري صدر هذا الحديث عن أحمد بن عثمان، عن شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف، فلم يسقه بتمامه. وسجود الشكر في تمام الحديث صحيح على شرطه. ا. هـ. منه بلفظه.
وحديث عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك؛ أن عبد الله بن كعب بن مالك - قائد كعب حين عمي - قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله في غزوة تبوك، فذكر الحديث بطوله إلى أن قال: حتى كملت لنا خمسون ليلة، من حين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة، وأنا على ظهر بيت من بيوتنا، بينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا، قد ضاقت عليَّ نفسي وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت =