= صارخ أوفى على جبل سلع: يا كعب بن مالك أبشر. قال: فخررت ساجدًا، وعرفت أنه قد جاء الفرج. الحديث المتفق عليه. وأخرج البغوي في السنة عن أبي موسى، مالك بن عبد الله أو عبد الله بن مالك، قال: شهدت عليًا حين أوتي المخرج، فلما رآه سجد سجدة الشكر، وهو حديث حسن رواه أيضًا أحمد في المسند.
وروي عن أبي بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاءه أمر يسر به خر ساجدًا شكرًا لله تعالى. أخرجه البغوي في شرح السنة، وأخرجه أبو داود في الجهاد؛ باب في سجود الشكر، وأخرجه الترمذي في السير؛ باب ما جاء في سجدة الشكر، وأخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة والسجدة عند الشكر، وإسناده حسن. وحسنه الترمذي.
وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى نغاشيًا فسجد شكرًا لله. والنغاشي: القصير الضعيف الحركة. وهذا الحديث أخرجه الدارقطني، وفي سنده جابر الجعفي وهو ضعيف.
وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سجد شكرًا لله حين بشر بفتح اليمامة، أخرجه البغوي في شرح السنة، والبيهقي.
وعن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوجه نحو صدفته فدخل، فاستقبل القبلة فخر ساجدًا فأطال السجود، ثم رفع رأسه وقال:"إنَّ جِبْرِيلَ أتَانِي فَبَشَّرَنِي فَقَالَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ شكْرًا لِلَّهِ". رواه في منتقى الأخبار وقال: رواه أحمد. هذا، والآثار في مثله كثيرة.
قلت: ولعل الإمام لم يبلغه فيه شيء، وكان ديدنه كراهة الابتداع، وأن يتعبد المرء بما لم يثبت فيه شيء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ثبت عنه رحمه الله قوله: كل كلام منه مقبول ومردود إلا كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والله تعالى الموفق.
وقوله: وجهر بها بمسجد؛ يعني القراءة لما في ذلك من التشويش على المصلين.
(٣) وقوله: وقراءة بتلحين؛ قال الإمام أحمد: هي بدعة. واحتج لذلك بما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر في أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا بأفضلهم إلا =