للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ليغنيهم غناء. قال: ولأن القرآن معجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيره. اهـ. من المغني لابن قدامة.

قلت: وهذا محمول على الإفراط في التلحين؛ بحيث يمد في غير مد ويجعل الحركات حروفًا، أما تحسين الصوت بالقرآن وتحبيره فمستحب لما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أذِنَ اللهُ لِشَيءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ". وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي موسى: "إنَّنِي مَرَرْتُ بِكَ الْبَارِحَةَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ فَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ".

فقال أبو موسى: لو أعلم أنك تستمع لحبّرته لك تحبيرًا، وروي عن عائشة أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أستمع قراءة رجل في المسجد لم أسمع قراءة أحسن من قراءته. فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستمع قراءته ثم قال: "هذَا سَالِمٌ مَوْلَي أَبِي حُذَيْفَةَ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ في أُمَّتِي مِثْلَ هذَا". أخرجه ابن قدامة.

والحاصل أنه ثبت أن تحسين الصوت بالقرآن مستحب لا مكروه، ما لم يؤد ذلك إلى تغيير لفظه وزيادة حروفه. وبالله تعالى التوفيق.

(٤) وقوله: كجماعة وجلوس لها لا لتعليم؛ هو لما في المدونة، ولفظه: ولقد سمعته ينكر هذا؛ أن يأتي قوم فيجلسوا إلى رجل يقرأ القرآن لا يجلسون إليه لتعليم. وكان مالك يكره أن يجلس الرجال إلى الرجل متعمدين ليقرأ لهم القرآن وسجود التلاوة. ا. هـ. منه.

(٥) وقوله: وأقيم القارئ في المسجد يوم خميس أو غيره؛ هو أيضًا لفتوى مالك في المدونة؛ قال: وسألنا مالكًا عن هذا الذي يقرأ في المسجد يوم الخميس أو نحوه فأنكره قال: وأرى أن يقام ولا يترك. ا. هـ. منه.

(٦) وقوله: وفي كره قراءة الجماعة على الواحد روايتان؛ تعليل الكراهة فيها ظاهر؛ وهو مخافة أن يخطئ بعضهم فلا ينتبه الشيخ لخطئه، فيظنه إقرارًا له لأنه رواية. والذي يقتضيه الواقع كراهتها لأن الله تعالى يقول: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (١) الآية. والله تعالى أعلم.

(٧) وقوله: واجتماع لدعاء يوم عرفة؛ أي على وجه الاستنان؛ بأن يجتمعوا للدعاء بالمسجد يوم عرفة، أو يوم عاشوراء أو ليلة النصف من شعبان ونحو ذلك، لأنه بدعة. وبالله تعالى التوفيق.


(١) سورة الأحزاب: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>