للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النَّاقِصِ، كوُقُوفِ ذَكَرٍ عن يمينِهِ، واثنين خَلْفَهُ، وصبِيٌّ عَقَلَ الْقُرْبَةَ كَالبَالِغِ

= ابن جريج قال: قلت لعطاء: قوم اجتمعوا في سفر؛ قرشيٌّ، وعربيٌّ، ومولى، وعبد، وأعرابيٌّ من أهل البادية، أيهم يؤم أصحابه؟. قال: يؤمهم أفقههم، فإن كانوا في الفقه سواء فأقرؤهم، فإن كانوا في الفقه والقراءة سواء فأسنهم. قلت: فإن كانوا في الفقه والقراءة سواء وكان العبد أسنهم أيؤمهم لسنه؟. فيؤم القرشي وغيره؟. قال: نعم، وما لهم لا يؤمهم أعلمهم وأقرؤهم وأسنهم من كان؟.

قال عبد الرزاق: وكان النوري يفتي به. ا. هـ.

وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرنا نافع أنه سمع ابن عمر يقول: كان سالم - مولى أبي حذيفة - يؤم المهاجرين الأولين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنصار في مسجد قبا فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة. ا. هـ.

وأخرج البغوي بسنده عن أوس بن ضَمْعَج عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحَقُّ الْقَوْمِ أنْ يؤُمَّهُمْ أقَرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فإنْ كَانُوا فِي الْقَرَاءَةِ سَوَاءً، فَأعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإنْ كَانُوا فِي القرَاءَةِ سَوَاءً، فَأقْدَمُهُمْ سِنًا. ولا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يُقْعَدُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إلَّا بِإذْنِهِ". ا. هـ.

قال البغوي في شرح السنة: لم يختلف أهل العلم في أن القراءة والفقه يقدمان على قدم الهجرة وتقدم الإسلام وكبر السن في الإمامة، واختلفوا في الفقه مع القراءة؛ فذهب جماعة إلى أن القراءة مقدمة على الفقه لظاهر الحديث المتقدم، وبه قال سفيان الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي.

وذهب قوم إلى أن الأفقه أولى إذا كان يحسن من القراءة ما تصح به الصلاة. وهو قول عطاء، والأوزاعي، ومالك، وأبي ثور، وإليه مال الشافعي. قال: وإنما قدم هؤلاء الأفقه لأن ما يجب من القراءة في الصلاة محصور، وما يقع فيها من الحوادث غير محصور، فقد يعرض للمصلي في صلاته ما يفسد عليه صلاته إذا لم يعرف حكمه. ا. هـ. منه بتصرف.

وفي المدونة: وقال مالك: أولاهم بالإمامة أفضلهم في أنفسهم إذا كان هو أفقههم وللسن حق، فقيل له: فأكثرهم قرآنًا؟. قال: قد يقرأ من لا. يريد: من لا يكون فيه خير. ا. هـ. منه.

قال البغوي: وإنما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - القراءة، لأنهم كانوا يسلمون كبارًا فيفقهون قبل أن يقرؤوا، فلم يكن فيهم قارئ إلا وهو فقيه، ومن بعدهم يتعلمون القرآن صغارًا قبل أن يتفقهوا، فكل فقيه فيهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>