= وروي عن ابن جريج قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير فجمعهما جميعًا؛ صلاهما ركعتين بكرة، ولم يزد عليهما حتى صلوا العصر. رواه أبو داود وإسناده صحيح.
وروي أن ابن عباس لما بلغه فعل ابن الزبير فقال: أصاب السنة. أخرجه أبو داود وإسناده قوي.
قلت: والمذهب عند أصحابنا على خلاف ذلك؛ وقد وقفت على الآثار والله الموفق.
(١) وقوله: وندب تحسين هيئة، وجميل ثياب وطيب ومشي وتهجير، روي عن سلمان الفارسي، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَغْتَسِل رَجلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّر مَا اسْتَطَاعَ منْ طهْرٍ، وَيَدَّهِن مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلَا يُفَرقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلي مَا كتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَه وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأخْرَى". رواه البغوي وقال: حديث صحيح.
وروي عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنِ اغْتَسَلَ وَأَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَه ثُمَّ أُنْصَتَ حَتَّى فَرَغَ الإمَامُ مِنْ خطْبَتِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَعَهُ، غفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعُة الأخْرَى، وَفَضْلُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ". قال البغوي هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أمية بن بسطام.
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، واسْتَنَّ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إنْ كَانَ عِندهُ، وَلَبِسَ مِنْ أحَسَنِ ثِيَابِه، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأَتِيَ المَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ الناسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَرْكَعَ، وَأَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الإمَامُ، كَانَتْ كَفَّارَةً مَا بَيْنَهَا وبيْنَ الْجُمُعَةِ التِي كَانَت قَبْلَهَا". وقال أبو هريرة: وزيادة ثلاثة أيام، لأن الله تعالى يقول:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}. (١) هذا لفظ البغوي والحديث أخرجه أبو داود في الطهارة؛ باب في غسل الجمعة. وأخرجه الإمام أحمد. وأخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.