= البغوي: هذا حديث متفق عليه. وقد تقدم حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان: قالت: ما أخذت: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}. إلا عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس. وروي عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقرأ:{صَ} فلما مر بالسجدة نزل فسجد. ا. هـ.
وقوله: وختم الثانية بيغفر الله لنا ولكم. الخ؛ هو أيضًا لفتوى المدونة قال: وسمعته يقول: من سنة الإمام ومن شأن الإمام أن يقول إذا فرغ من خطبته: يغفر الله لنا ولكم. قلت: يا أبا عبد الله فإن الأئمة اليوم يقولون: اذكروا الله يذكركم. قال: وهذا حسن. وكأني رأيته يرى الأول أصوب. ا. هـ. منه.
(٥) وقوله: وتوكؤ على قوس؛ هو أولًا لما في المدونة: قال ابن شهاب: وكان إذا قام أخذ عصا، فتوكأ عليها وهو قائم على المنبر، ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان يفعلون ذلك. وروى ابن وهب: وقال مالك: وذلك مما يستحب للأئمة أصحاب المنابر أن يخطبوا يوم الجمعة، ومعهم العصي يتوكؤون عليها في قيامهم، وهو الذي رأينا وسمعنا. ا. هـ. منه.
وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خطب يعتمد على عنزته اعتمادًا. أخرجه الشافعي في الأم، ورواه في مسنده من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج. قال: قلت لعطاء: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم على عصا إذا خطب؟. قال: نعم، كان يعتمد عليها اعتمادًا. ا. هـ. المعلق على شرح السنة.
(٦) وقوله: وقراءة الجمعة وإن لمسبوق وهل أتاك، وأجاز الثانية بسبح والمنافقون؛ دليل ذلك ما أخرجه البغوي بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع أن مروان بن الحكم استخلف أبا هريرة على المدينة، فصلى بهم أبو هريرة الجمعة، فقرأ سورة الجمعة في الركعة الأولى وفي الثانية:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قال عبيد "الله: فلما انصرف أبو هريرة مشيت إلى جنبه فقلت له: لقد قرأت سورتين، سمعت علي بن أبي طالب يقرأ بهما في الصلاة. فقال أبو هريرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما. ا. هـ. قال البغوي: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر.
وعن عببد الله بن عبد الله بن عتبة أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: ماذا كان يقرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة على أثر سورة الجمعة؟. قال: كان يقرأ بـ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. =