= علمًا بأنه قيل: إن حديث ابن عمر منسوخ بحديث سهل بن أبي حثمة. والله تعالى أعلم. وهناك رواية تقول: يصلي بكل طائفة ركعتين. ودليلها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا بذات الرقاع، فكنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل من المشركين - وسيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلق بشجرة - فأخذ سيف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاخترطه وقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتخافني؟. قال:"لَا". قال: فمن يمنعك مني؟. قال:"اللهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ". قال: فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فغمد السيف وعلقه. قال: فنودي بالصلاة، قال: فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، فصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، قال: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات، وللقوم ركعتان. ا. هـ. قال البغوي: وهذا حديث متفق عليه.
وهناك صفة أخرى فيما إذا كان العدو من ناحية القبلة، فإن الإمام يصلي بهم جميعًا. ودليل ذلك حديث أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعُسْفَانَ، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة لوحملنا عليهم وهم في الصلاة. فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر. فلما حضرت العصر قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل القبلة - والمشركون أمامه - فصف خلف رسول الله صف، وصف بعد ذلك الصف صف آخر، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وركعوا جميعًا. ثم سجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين قاموا وسجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصف الآخر إلى مقام الأول، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركعوا جميعًا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه سجد الآخرون ثم جلسوا جميعًا، فسلم عليهم جميعًا، فصلاها بعسفان وصلاها يوم بني سليم. ا. هـ. قال البغوي: وهذا حديث صحيح رواه مسلم من حديث جابر. ا. هـ.
(١) وقول المؤلف: وبعدها لا إعادة الخ؛ هو لفتوى مالك في المدونة: قلت: فإن انكشف الخوف عنهم وهم في الوقت؟ قال: لا إعادة عليهم. ا. هـ.