للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنْ زَادَ لمْ ينَتظَرْ. والدُّعَاءُ، وَدَعَا بَعْدَ الرابِعَةِ عَلى المختارِ (١)، وإِنْ والَاهُ أَوْ

(٢) وقوله: وركنها النية؛ لأنها عمل فاضل من فضائل الأعمال، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّمَا الْأعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". الحديث.

وقوله: وأربع تكبيرات؛ هو لحديث أبي هريرة عند البغوي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَعَى لنا النَّجاشيَّ اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلَّى فصفَّ بهم، فكبر أربع تكبيرات. ا. هـ. قال البغوي: هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك. ا. هـ.

والتكبير على الجنازة أربعًا هو قول أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم، وإليه ذهب الثوري، ومالك، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وهو آخر ما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال سعيد ابن المسيب: يكبر بالليل والنهار والسفر والحضر أربعًا.

وروى ابن عبد البر في الاستذكار من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكبر على الجنائز أربعًا، وخمسًا، وسبعًا، وثمانيًا، حتى جاء موت النجاشي، فخرج إلى المصلى وصف الناس وراءه، وكبر عليه أربعًا، ثم ثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أربع حتى توفاه الله. ا. هـ.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكبر على الميت خمسًا، ولذلك قال الإمام أحمد وإسحاق: إذا كبر الإمام خمسًا اتبع. وقد يلاحظ قول المؤلف: وإن زاد لم ينتظر؛ أي سلموا ولم ينتظروا سلامه. وأين هذا القول من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ "؟!. علمًا بأنه روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعًا، وإنه كبَّر على جنازة خمسًا، فسألناه عن ذلك، فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبرها. ا. هـ. أخرجه مسلم في صحيحه وأخرجه أحمد، والطحاوي، والطيالسي، وأصحاب السنن. كذا قال المعلق على شرح السنة.

(١) وقوله: والدعاء، ودعا بعد الرابعة على المختار؛ أي ومن أركان صلاة الجنازة الدعاء من إمام ومأموم وفذ، وهو عند أصحابنا بعد كل تكبيرة، وأقله: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ". وأحسنه دعاء أبي هريرة رضي الله عنه: وهو: "اللَّهُمَّ إِنَّهُ عَبْدُكَ ابْن عَبْدِكَ ابْن أَمتِكَ، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إله إِلَّا أَنْتَ وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ ورَسُولك وَأَنْتَ أَعلَمُ بِهِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْهُ فِي إحْسَانِهِ وإِنْ كَاَنَ مُسيئًا فَتَجَاوَزْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>