(١) وقوله: ودفنت مشركة حملت من مسلم بمقبرتهم، ولا يستقبل بها قبلتنا ولا قبلتهم؛ الله تعالى أعلم بمستنده في ذلك، والذي وقفت عليه أنه روي ان عمر دفن امرأة من أهل الكتاب في بطنها ولد مسلم في مقبرة المسلمين. أخرجه البغوي في شرح السنة، وأخرجه الدارقطني من حديث سفيان عن عمرو بن دينار، أن امرأة نصرانية ماتت وفي بطنها ولد مسلم، فأمر عمر أن تدفن في مقابر المسلمين من أجل ولدها. ورواه البيهقي من حديث ابن جريج عن عمرو عن شيخ من أهل الشام عن عمر وعن واثلة بن الأسقع أنه دفن امرأة نصرانية في بطنها ولد مسلم في مقبرة ليست بمقبرة النصارى ولا المسلمين. والله تعالى أعلم.
(٢) وقوله: ورمي ميت البحر به مكفنًا إن لم يرجَ البر قبل تغيره؛ هو رأي أحمد أيضًا وعطاء والحسن، ولا نص، وإنما هو الاجتهاد. والله أعلم وبيده التوفيق.
(٣) وقوله: ولا يعذب ببكاء لم يوص به، هو لما رواه ابن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة، فجئنا نشهدها، وحضرها ابن عباس وابن عمر، فقال: وإني لجالس بينهما جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إليَّ: فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهي عن البكاء؟. فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ". قال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك، ثم حدث ابن عباس قال: صدرت مع عمر بن الخطاب من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذا بركب تحت ظل شجرة، قال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب. فذهبت، فإذا صهيب، قال: ادعُهُ. فرجعت إلى صهيب فقلت: ارتحل والحق بأمير المؤمنين. فلما أصيب عمر سمعت صهيبًا يبكي ويقول: وا أخياه، واصاحباه. قال عمر يا صهيب أتبكي عليَّ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أهْلِهِ عَلَيْهِ"؟. قال: فلما مات عمر، ذكرت ذلك لعائشة فقالت: =