للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تعتبر في الصلاة، فلا يختص بهم الحكم وإن اختص بهم خطاب المواجهة، وقد أجاز النقل أيضًا الليث وأبو حنيفة وأصحابهما، ونقله ابن المنذر عن الشافعي واختاره. وهو مكروه عند أصحابنا على أنه إن فعل أجزأ. ا. هـ.

تنبيه: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (١) قال ابن عمر: كل مال تؤدى زكاته فليس بكنز، وإن كان مدفونًا، وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز، وإن لم يكن مدفونًا. أخرج مالك في الموطإ نحوه، من حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، وإسناده صحيح. وأخرجه الشافعي عن ابن عيينة عن ابن عجلان عن نافع عن عمر. وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ آتاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يُؤدِّ زَكَاتَهُ، مُثَّلَ لَهُ مَالهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ شجَاعًا أقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوِّقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، ثُم يَأخُذُ بِلِهْزِمَيْهِ - يَعْنِي شِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ: أنَا مَالُكَ أنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلَا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} (٢) من سورة آل عمران.

والشجاع: الحية الذكر. والأقرع: الذي انحسر الشعر عن رأسه من كثرة سمه. والزبيبتان: هما النكتتان السودوان فوق عينيه.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤدِّي مِنْهَا حَقِّهَا إلَّا إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فأحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلَى الْجَنَّةِ وإمِّا إلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالإبِلُ؟. قَالَ: وَلَا صَاحِبُ إبِلٍ لَا يُؤدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إلَّا إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَر أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا تَطَؤُهُ بَأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأفْوَاهِهَا كُلَمَّا مَرَّ عَلَيْهِ أُخراهَا رُدَّ عَلَيْهِ أولَاهَا فِي يَوْم كان مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرى سَبِيلَهُ إمَّا إلَى الْجَنَّةَ وإمَّا إلَى النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَالْبَقَر وَالْغَنَمُ؟. قَالَ: وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ ولَا غَنَمٍ لَا يُؤدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إلَّا إذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاع قَرْقرٍ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا =


(١) سورة التوبة: ٣٤.
(٢) سورة آل عمران: ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>