للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقوله: ككل صوم يلزم تتابعه، في المدونة ما نصه: ما كان من صيام الشهور فهو متتابع؛ لأن الله عز وجل يقول: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} (١) وما كان من صيام الأيام التي في القرآن؛ مثل قوله في قضاء رمضان: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (٢). قال: فأحب إليَّ أن يتابع بين ذلك، فإن لم يفعل أجزأه. قلت: فإن صام رجل كفارة اليمين متفرقًا، أيجزئه في قول مالك؟. فقال: نعم. وقال مالك: وإن فرق صيام ثلاثة أيام في الحج أجزأه. قال مالك: وإن صام يوم التروية ويوم عرفة ويومًا من آخر أيام التشريق أجزأه. قلت: أرأيت صيام الصيد والمتعة، أيتابع بينه في قول مالك، أم يفرقه إن أحب؟. فقال مالك: أحب إليَّ أن يتابع؛ فإن فرق لم يكن عليه شيء وأجزأ عنه. ا. هـ. منه بلفظه.

(٣) وقوله: وبدء بكصوم تمتع إن لم يضق الوقت، من المدونة: ومن عليه صوم هدي وقضاء رمضان، فليبدأ بصوم الهدي إن لم يرهقه رمضان الثاني، فليقض رمضان ثم يقضي صيام الهدي بعد ذلك. ا. هـ. منه بنقل المراق.

(٤) وقوله: وفدية لهرم أو عطش، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن ثابت البناني قال: كبر أنس بن مالك حتى كان لا يطيق الصيام، فكان يفطر ويطعم. ا. هـ. علقه البخاري. قال ابن حجر: رواه عبد بن حميد من طريق النضر بن أنس عن أنس. "بمعناه". وأخرج عبد الرزاق أيضًا عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير قال: كان يقرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} (٣) قال: هي في الشيخ الكبير والعجوز إذا لم يستطيعا الصيام، فعليهما أن يطعما كل يوم مسكينًا - كل واحد منهما - فإن لم يجدا فلا شيء عليهما. ا. هـ.

وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة بن عمار قال: سألت طاوسًا عن أمي - وكان بها عُطاش - فلم تستطع أن تصوم رمضان، فقال: تطعم كل يوم مسكينًا مُدَّ بُرٍّ. قال: قلت: بأَيِّ مُدٍّ؟. قال: مُدّ أرضك. ا. هـ.


(١) سورة النساء: ٩٢.
(٢) سورة البقرة: ١٨٥.
(٣) سورة البقرة: ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>