للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَصوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (١)، وكُرِهَ كَوْنُهَا الْبِيضَ (٢)، كَسِتَّةٍ مِنْ

(١) وقوله رحمه الله: وصوم ثلاثة من كل شهر؛ أخرج البغوي بسنده عن أبي ذَرٍّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ. فَأَنْزَل اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَصْدِيقَ ذلِكَ في كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (١). الْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ". ا. هـ. وهو في سنن الترمذي. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وصححه ابن خزيمة.

وعن أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام. ا. هـ. أخرجه البخاري ومسلم.

وفي البغوي عن شعبة عن يزيد الرِّشكِ. قال: سمعت معاذة قالت: قلت لعائشة: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: نعم. قلت: من أيه كان يصوم؟ قالت: كان لا يبالي من أيِّهِ صام. وقال الهيثم: من أيِّهِ كان يصوم. ا. هـ. وهذا الحديث في صحيح مسلم وسنن الترمذي.

(٢) وقوله رحمه الله: وكره كونها البيض، لم أقف إلا على دديل استحباب صومها؛ ففي البغوي ما نصه: عن أبي ذرٍّ قال - صلى الله عليه وسلم -: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ صَائِمًا مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ اثامٍ، فَلْيَصُمِ الثَّلَاثَ الْبِيضَ". قال البغوي هذا حديث حسن. ا. هـ.

وهو في مسند أحمد في موضعين. وصححه ابن حبان. وأخرجه النسائي أيضًا.

وفي الحطاب: وكذلك كره مالك رحمه الله أن يتعمد صيام الأيام البيض - وهو يوم ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر، على ما روي فيها - مخافة أن يجعل صيامها واجبا. ا. هـ. منه.

قلت: وهل لمالك أن يكره ما أمر به الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟!. أما أنا فإني أقول: إذا ثبت صحة نقل كراهة صيامها عن مالك، تعين القول بأن الحديث بالأمر بصومها لم يبلغه؛ وذلك لشدة ورع مالك، وحرصه على متابعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد ثبت أنه سأله سائل عن مسألة فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذا .. فقال السائل: أرأيت؟. فغضب مالك وقال: أقول لك: قال رسول الله، فتقول لي أرأيت؟!. وقرأ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢). وبالله تعالى التوفيق. انظر البغوي جـ ١.


(١) سورة الأنعام: ١٦.
(٢) سورة النور: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>