للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَا مَسْرُوِدٍ وَيَوْمٍ مُعَيَّنٍ. ورُوَيتْ عَلَى الإِكِتِفَاءِ فِيهِمَا (١)، لَا إِنِ انْقطَعَ تَتابُعُهُ

= طلحة بن يحيى. قال البغوي: وفيه دليل جواز نية التطوع من النهار، وأن المطوع بالصوم جائز له أن يفطر. ا. هـ. منه.

(٣) وقوله: وكفت نية لما يجب تتابعه، قال الحطاب: يعني أن الصوم الذي يجب تتابعه، يكفي فيه نية واحدة في أول ليلة من بعد الغروب، والصوم الذي يجب تتابعه هو؛ رمضان في حق الصحيح، وكفارة القتل، والظهار، والفطر في رمضان، والصوم المنذور، فتكفي في ذلك كله نية واحدة في أول ليلة منه على المشهور، وعن مالك وجوب التبييت كل ليلة، قال في البيان: وهو شذوذ في المذهب. ا. هـ. منه.

وذكر البغوي: وحكي عن إسحاق أنه قال: إذا نوى أول ليلة من شهر رمضان صوم جميع الشهر أجزأه. قال: وظاهر الحديث يرده - يعني حديث صفية المتقدم - ويدل على ما قاله العامة؛ لأن صوم كل يوم عبادة منفردة، فيقتضي نية على حدة.

قلت: يتخرج هذا الخلاف على القاعدة الخلافية التي عقدها علي الزقاق في المنهج المنتخب بقوله:

هل رمضان بعبادةٍ عُرِف … واحدة أم بعبادات ألف

عليه الإِكتفاءُ والتجديد … بنية وهل كذا المسرود

واليوم إن عيِّنَ أم تَجَدَّدُ … كَمتتابع بعذر يفقدُ

ومعنى الأبيات: هل رمضان عرف في الشرع بعبادة واحدة، أو هو عرف بأنه عبادات؟. ويبنى على ذلك من الفروع الاكتفاء بنية واحدة، أول ليلة من رمضان لجميع الشهر، هل يجزئ بناء على أنه عبادة واحدة، أو لا يجزئ بناء على أنه عبادات، فلابد من النية لكل ليلة؟. وهل الصوم المسرود يكتفي بنية واحدة، أو لابد من تجديد النية كل ليلة؟. إلى غير ذلك. ا. هـ.

(١) وقوله: لا مسرود ويوم معين ألخ. يريد به - والله تعالى أعلم - أنه لا يكتفي بنية واحدة لصوم مسرود، أي متتابع؛ بلا وجوب؛ كصيام الدهر أو عام أو شهر أو أسبوع، تطوعًا بلا نذر، ويوم مكرر معين؛ ككل خميس أو اثنين، ولو عينه بالنذر، وكل ما لا يجب تتابعه؛ كقضاء رمضان وكفارة يمين وفدية وهدي وجزاء، وصيام رمضان في السفر أو المرض، فلابد في ذلك كله من تجديد النية كل ليلة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>