للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأدِّبَ الْمُفْطِرُ عَمْدًا إِلَّا أنْ يَأتِيَ تائبًا (١). وإطْعَامُ مُدِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ لِمُفَرِّطٍ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ لِمِثْلِهِ، عَنْ كُلِّ يَوْمٍ لِمسْكينِ وَلَا يُعْتَدُّ - إِنْ أَمْكَنَ قَضَاؤهُ - بشَعْبانَ (٢).

(١) وقوله: وأدّب المفطر عمدًا، هو على ولي أمر المسلمين لإقامة حدود الله وشعائر الإِسلام؛ وهو لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ". الحديث.

وقوله: إلا أن يأتي تائبًا، دليله عدم تأديب النبي - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي جاء يضرب صدره وينتف شعره ويقول: هلكت وأهلكت؛ وقعت على أهلي وأنا صائم؟ الحديث.

(٢) وقوله: وإطعام مده عليه الصلاة والسلام لمفرط في قضاء رمضان لمثله، قال المواق هنا: من المدونة: قال مالك: من أفطر في رمضان لمرض أو سفر، ثم صح أو قدم قبل دخول رمضان الثاني أيام أقل من شهر، فلم يصمها حتى دخل عليه رمضان المقبل، فعليه عدد هذه الأيام التي فرط فيها مدادًا يفرقها، إذا أخذ في القضاء أو بعده. ا. هـ. منه.

قلت: وقت قضاء رمضان موسع في الأشهر العشرة بعد رمضان، فإذا كان شعبان كان وقت القضاء ضيقًا يتعين قضاؤه فيه، ولذلك أوجب بعض أهل العلم الفدية إذا أخر قضاء رمضان عن شعبان اختيارًا من غير عذر. قالوا: إن عليه إطعام مسكين عن كل يوم. يروى ذلك عن أبي هريرة وابن عباس. وبه أخذ عطاء، والقاسم بن محمد، والزهري، ومالك، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. انظر البغوي.

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن أبي هريرة قال: إنسان مرض في رمضان ثم صحَّ، فلم يقضه حتى أدركه شهر رمضان آخر، فليصم الذي أحدث ثم يقضي الآخر ويطعم مع كل يوم مسكينًا. ا. هـ.

وفيه أيضًا: عبد الرزاق عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: يطعم مكان الشهر الذي مضى؛ من أجل أنه صحَّ وفرط في قضائه حتى أدركه شهر رمضان. قلت لعطاء: كم بلغك يطعم؟. قال: مد. زعموا. ا. هـ.

وقوله: ولا يعتد بالزائد، قال المواق: من المدونة قال مالك: لا يجزئ أن يطعم أمدادًا كثيرة =

<<  <  ج: ص:  >  >>