= يحافظ على شروط قبول عبادته. وقد قال بعض العلماء: إن أعمال الجوارح في الطاعات، مع إهمال شروطها، ضحكة للشيطان؛ لكثرة التعب وعدم النفع. ا. هـ. منه. لذلك، يتجه القول بعدم قبول حج من حج بمال حرام؛ لاقتران عمله بالمعصية، وفقدان شرط قبول الطاعة؛ الذي هو التقوى:{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}. الآية. ولله در القائل، وقيل إنه ابن حنبل الإِمام:
إذا حججت بمال أصلُهُ سُحُتٌ … فما حججْتَ ولكن حجت العيرُ
لا يقبلُ الله إلا كلَّ طيبةٍ … ما كل من حج بيت الله مبرورُ
وبالله تعالى توفيقي، عليه توكلت. هو حسبي ونعم الوكيل.
(٢) وقوله: وفضل حج على غزو إلَّا لخوف، قال الحطاب في هذا المحل ما نصه: وأصل هذه المسألة في الموازية، وفي رسم يوصى من سماع عيسى من كتاب الصدقات والهبات من العتبية ونصها: وسئل مالك عن الغزو والحج أيهما أحب إليك؟. قال: الحج، إلَّا أن يكون سنة خوف. قيل: فالحج والصدقة؟. قال الحج إلا أن تكون سنة مجاعة. قيل له: فالصدقة العتق؟. قال: الصدقة.
قال ابن رشد: قوله: الحج أحب إليَّ من الغزو إلا أن يكون خوف؛ معناه في حج التطوع لمن قد حج الفريضة. وإنما قال ذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الْعُمْرةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَة لِمَا بَيْنَهُمَا. وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأخرجه مالك في الموطإ.
قال الحطاب: ولأن الجهاد - وإن كان فيه أجر عظيم - إذا لم يكن خوف، قد لا يفي أجره فيه بما عليه من السيئات عند الموازنة، فلا يستوجب به الجنة كالحج، وأما الغزو مع الخوف فلا شك أنه أفضل من الحج التطوع - والله أعلم - لأن الغازي مع الخوف قد باع نفسه من الله عز وجل، فاستوجب به الجنة والبشرى من الله بالفوز العظيم. قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ}(١). الآية. ا. هـ. منه. =