للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَبَطْنِ عُرْنَةَ، وَأَجْزأَ بِمَسْجِدِهَا بِكُرْهٍ، وَصَلَّى وَلو فَاتَ (١).

= والقاسم بن محمد، وعطاء. قال: وقال أبو إسحاق: والأشبه ما قال جل الناس: أنه لا عمرة عليه، وإنما روى مالك ذلك عن ربيعة، وحكى عن ابن عباس، ولابن عباس خلافه؛ أنه ينحر بدنة. وقال ابن المسيب والقاسم وعطاء: ليس عليه إلا نحر بدنة. ا. هـ. منه.

(١) وقوله: وللحج، حضور جزء عرفة ساعة ليلة النحر، هذا هو الركن الرابع بالنسبة إلى الحج خاصة دون العمرة، وهو الوقوف بعرفة، أي الاستقرار بقدر الطمأنينة في أي جزء من أجزائها، والوقوف في المكان الذي وقف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل، وذلك عند الصخرات العظام المفروشة في أسفل جبل الرحمة.

ودليل وجوب الوقوف بعرفة من القرآن العظيم هو قوله تعالى في البقرة: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (١). وروت عائشة رضي الله عنها في سبب نزول هذه الآية قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون بالحُمْسِ، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإِسلام، أمر الله نبيه عليه السلام أن يأتي عرفات ثم يقفَ بها، ثم يفيضَ منها، وذلك قوله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}. وهذا الحديث متفق عليه. أخرجه البخاري في التفسير وفي الحج. وأخرجه مسلم في الحج.

وقوله: جزء عرفة، دليله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَقَفْتُ هَا هُنَا وعَرَفةُ كُلُهَا مَوْقِفٌ". أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي اللهُ عنه.

وقوله: ساعة ليلة النحر، هو في تحديد وقت الوقوف، الذي هو ركن، ودليله فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله؛ أما فعله فقد ثبت في حديث جابر عند مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة حتى غابت الشمس. وأما قوله: فهو ما رواه ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَاتٍ بِلَيْلٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ، وَمَنْ فَاتَهُ عَرَفَاتٌ بِلَيْلٍ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ، فَلْيَحِلَّ بِعُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ". بهذا اللفظ أخرجه ابن قدامة في المغني. وفي الموطإ عن مالك، عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: من لم يقف بعرفة ليلة المزدلفة - قبل أن يطلع الفجر - فقد فاته الحج، ومن وقف بعرفة من ليلة المزدلفة - من =


(١) سورة البقرة: ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>