= تعالى أعلم - فإن هذه الرئاسة لا توكل إلا إلى عالم من علماء المسلمين المعروفين. وبالله تعالى التوفيق.
وقال الحطاب: ولقد جرت عادة الشيْبيين بتقديم الأكبر منهم فالأكبر في السن، في كون المفتاح عنده. بل الظاهر أن ذلك كان من أول الإسلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة مع وجود عمه شيبة بن عثمان، ولما مات عثمان ولي شيبة المفتاح، قال: والظاهر أنهم يقضى لهم بذلك، فإن كان الأكبر غير مرضي، وأين المرضي منهم اليوم، قال: فيجعل معه من يشرف على تصرفاته. ا. هـ. بتصرف.
ونقل الحطاب عن الفاكهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخذ المفتاح من عثمان فتح الكعبة بيده، وقد كانوا يقولون: لا يفتح الكعبة إلا الحجبة. وذكر الفاكهي أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دفع المفتاح إلى عثمان كان مضطبعًا عليه رداؤه مغيبًا له، ودفعه إليه من وراء الثوب وقال:"غَيِّبُوهُ". قال الزهري: ولذلك يغيب المفتاح. قال: ولذلك - والله أعلم - يرخون ستر الباب حين فتحه وحين إغلاقه. ا. هـ.
وقوله: والمشي لمسجد مكة ألخ. روي عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يُهادي بين اثنين، فقال:"مَا هذَا"؟. قالوا: نذر أن يمشي إلى البيت. فقال:"إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هذَا نَفْسَهُ". ثم أمره فركب.
هذا الحديث أخرجه البغوي في شرح السنة واللفظ له، وهو في البخاري وفي مسلم.
قال البغوي: أخرجه محمد عن ابن سلام، وأخرجه مسلم عن ابن أبي عمر، كلاهما عن مروان الفزاري عن حميد عن ثابت عن أنس. =