للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِتَمَامِ الإِفَاضَةِ وَسَعْيِهَا، وَرَجَعَ وَأهْدَى إنْ رَكِبَ كَثيرًا بِحَسَبِ الْمَسَافَةِ أو الْمَنَاسِكَ وَالإِفَاضَةَ؛ نَحْوُ المِصْرِيِّ قَابِلًا فَيَمْشِي مَا رَكِبَ فِي مِثْلِ المُعَيَّنِ، وإلَّا فَلَهُ المُخَالَفَةُ إنْ ظَنَّ أوَّلًا القُدْرَةَ، وإلَّا مَشَى مَقْدُورَهُ وَرَكِبَ وأهْدَى فَقَطْ؛ كأنْ قَلَّ وَلَوْ قَادِرًا كَالإِفَاضَةِ فَقَطْ، وَكَعَامٍ عُيِّنَ ولْيَقْضِهِ أوْ لَمْ يَقْدِرْ، وَكَإفْرِيقِيٍّ، وكَأن فَرَّقَهُ وَلَوْ بِلَا عُذْرٍ، وفِي لُزُومِ الجمِيعِ بِمَشْيِ عَقَبَةٍ ورُكُوبِ أخْرَى تأويلان.

= تعالى أعلم - فإن هذه الرئاسة لا توكل إلا إلى عالم من علماء المسلمين المعروفين. وبالله تعالى التوفيق.

وقال الحطاب: ولقد جرت عادة الشيْبيين بتقديم الأكبر منهم فالأكبر في السن، في كون المفتاح عنده. بل الظاهر أن ذلك كان من أول الإسلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة مع وجود عمه شيبة بن عثمان، ولما مات عثمان ولي شيبة المفتاح، قال: والظاهر أنهم يقضى لهم بذلك، فإن كان الأكبر غير مرضي، وأين المرضي منهم اليوم، قال: فيجعل معه من يشرف على تصرفاته. ا. هـ. بتصرف.

ونقل الحطاب عن الفاكهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخذ المفتاح من عثمان فتح الكعبة بيده، وقد كانوا يقولون: لا يفتح الكعبة إلا الحجبة. وذكر الفاكهي أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دفع المفتاح إلى عثمان كان مضطبعًا عليه رداؤه مغيبًا له، ودفعه إليه من وراء الثوب وقال: "غَيِّبُوهُ". قال الزهري: ولذلك يغيب المفتاح. قال: ولذلك - والله أعلم - يرخون ستر الباب حين فتحه وحين إغلاقه. ا. هـ.

وقوله: والمشي لمسجد مكة ألخ. روي عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يُهادي بين اثنين، فقال: "مَا هذَا"؟. قالوا: نذر أن يمشي إلى البيت. فقال: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هذَا نَفْسَهُ". ثم أمره فركب.

هذا الحديث أخرجه البغوي في شرح السنة واللفظ له، وهو في البخاري وفي مسلم.

قال البغوي: أخرجه محمد عن ابن سلام، وأخرجه مسلم عن ابن أبي عمر، كلاهما عن مروان الفزاري عن حميد عن ثابت عن أنس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>