للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فائدة: فإن قيل: كيف يتوجه غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من تخلف عن غزوة تبوك، وقد تقرر أن الجهاد فرض على الكفاية؟. فالجواب ما قاله السهيلي في الروض الأنف في حديث الثلاثة الذين خلفوا: إن الجهاد كان بالنسبة للأنصار فرض عين، وعلى ذلك بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك يكون تخلفهم كبيرة. انظر الحطاب.

قلت: ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - عزم على كافة المسلمين الحاضرين بالخروج لهذه الغزوة فيكون التخلف عنها كبيرة لخلاف أمره - صلى الله عليه وسلم -. والله الموفق.

(٣) وقوله: ولو مع وال جائر، قال مالك في المدونة: يقاتل العدو مع كل بر وفاجر من الولاة. ورجع عن كراهة ذلك لما كان من زمن عمر، وما صنع الروم بغارتهم على الإِسلام وقال: لا بأس بالجهاد معهم، ولو ترك لكان ضررًا على الإِسلام. قال ابن حبيب: سمعت أهل العلم يقولون: لا بأس بالغزو معهم، وإن لم يضعوا الخمس موضعه، ولم يوفوا بعهد، وإن عملوا ما عملوا. قال: وقاله الصحابة حين أدركوا من الظلم فكلهم قال: اغْزُ معهم على حظك من الآخرة، ولا تفعل ما يفعلون من فساد وخيانة. ا. هـ. بنقل المواق.

(٤) وقوله: على كل حر ذكر مكلف قادر، يريد به - والله تعالى أعلم - أن الجهاد وجوبَه له ستة شروط لا يجب حتى تتوفر، فإذا انخرم واحد منها سقط وجوبه. وهي: الإِسلام، والحرية، والذكورة، والبلوغ، والعقل، والاستطاعة بصحة البدن وما يحتاج إليه من المال. قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} (١). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ". الحديث. ومنهم الصبي حتى يبلغ، والمجنون حتى يفيق. وأما النساء، فقد قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٢). الآية. وأما العبد فإنه لا يجد ما ينفق والله تعالى يقول: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} (٣). الآية.

(٥) وقوله: كالقيام بعلوم الشرع ألخ. جمع المصنف هنا نظائر من فروض الكفاية، لكن قبل أن نتكلم عليها بالتفصيل، لننتهز الفرصة لنبين لطالب العلم الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية، فإن ذلك مما يحتاج إليه طلبة العلم. =


(١) سورة التوبة: ٩١.
(٢) و (٣) سورة الأحزاب: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>