للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَسُنَنُهُ: غَسْل يَدَيْهِ أَوَّلًا (١) وَصِمَاخُ أُذُنَيْهِ (٢)، ومضمضة واسْتِنْشَاقٌ (٣) واسْتِنْثَارٌ، وَنُدِبَ بَدَءٌ بإِزَالَةِ الأَذَى (٤)، ثُمَّ أعْضَاءِ وُضُوئِه كَامِلَة مَرَّةً (٥)، وأعْلَاهُ (٦) ومَيَامِينُهُ، وتَثْلِيثُ رَأْسِهِ (٨)، وقلَّةُ المَاءِ بِلَا حَدٍّ (٩).

= كله؟. قال مالك: لا يجزئه حتى يمر يديه على جميع جسده كله، ويتدلك. ا. هـ. منه.

وفي المغني لابن قدامة: وقال عطاء في الجنب يفيض عليه الماء؟. قال: لا، بل يغتسل غسلًا، لأن الله تعالى قال: {حَتَّى تَغْتَسِلُوا} (١). ولا يقال اغتسل إلا لمن دلك نفسه، ولأن الغسل طهارة من حدث فوجب إمرار اليد فيها كالتيمم. ا. هـ. منه.

وأيضًا في الباب حديث عبد الله بن زيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بثلثي مدّ من ماء فتوضأ؛ فجعل يدلك ذراعيه. ا. هـ. البيهقي.

(٤) قوله: وإن تعذر سقط، لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٢). وقوله نعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٣). وتوله نعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٤).

ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ". وقد تقدم التنويه عن الاستدلال بهذه الأدلة، للقاعدة العظيمة التي هي أصل من أصول التشريع الإسلامي وهي تولهم: المشقة تجلب التيسير. والله الموفق. وهو حسبنا ونعم الوكيل.

(١) لحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه من الإناء قبل أن يدخل يده في الإناء. الحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى، وقال: رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد عن معاوية بن عمرو. ا. هـ.

(٢) لحديث المقدام بن معد يكرب عند البيهقي قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ قال: ومسح بأذنيه باطنهما وظاهرهما. زاد هشام: أدخل إصبعيه في صماخ أذنيه. ا. هـ. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، قلت: هذا الخبر وارد في الوضوء، فكان دليلًا على أنه أولى بإدخالهما في صماخ الأذنين في =


(١) سورة النساء: ٤٣.
(٢) سورة الحج: ٧٨.
(٣) سورة البقرة: ٢٨٦.
(٤) سورة التغابن: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>