للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قبل العود. ثم قال المصنف: وهل هو العزم على الوطء أو مع الإمساك؟ تأويلان وخلاف، ومراده بذلك، والعلم عند الله تعالى، أن أهل العلم اختلفوا في تفسير العوْد؛ فقال بعضهم: العود هو إرادة الوطء، فإن أجمع عليه وجبت الكفارة لكنه ان أجمع على الوطء، ثم سقطت العصمة بموت أو طلاق، سقطت الكفارة. وقال ابن رشد: أصح الأقوال وأجراها على القياس وأتبعها لظاهر القرآن قول مالك رضي الله عنه في المدونة الذي عيه جماعة أصحابه، أن العودة هي إرادة الوطء مع استدامة العصمة؛ فمتى انفرد أحدهما دون الآخر فلا كفارة. وقد اختلف في العود؛ هل هو العزم على الوطء؟. أو هو العزم على الوطء والإِمساك معًا، أو هو الإِمساك وحده؟. أو هو الوطء نفسه؟.

واعلم أن القول بعدم وجوب الكفارة بمجرد الظهار، فلو مات أحدهما، أو حصل فراق بينهما قبل العود فلا كفارة عليه. هو قول عطاء، والنخعي، والأوزاعي، والحسن والثوري، ومالك، وأبو عبيد، وأصحاب الرأي، وهو مذهب الإِمام أحمد. ودليله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} الآية، فأوجب الكفارة بأمرين؛ هما ظهار وعود.

وقال طاوس، ومجاهد، والشعبي، والزهري، وقتادة: عليه الكفارة بمجرد الظهار؛ لأنه سبب للكفارة وقد وجد، ولأن الكفارة وجبت لقول المنكر والزور، وهو حاصل بمجرد الظهار.

وقال الشافعي: متى ما أمسكها بعد ظهاره زمنًا يمكنه فيه طلاقها فلم يطنقها، فعليه الكفارة.

قالوا: لأن ذلك هو العود عنده.

(٢) وقول المصنف: وهي إعتاق رقبة الخ. دليله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}. الآية. أي فعليه إعتاق رقبة، ثم هذه الرقبة يجب أن تكون كاملة سليمة من كل عيب، مؤمنة؛ عند مالك والشافعي والإِمام أحمد، خلافًا لأبي حنيفة وأصحابه. قالوا: تجزى، الكافرة ومن فيها شائبة رق كالمكاتبة وغيرها.

ودليل الجمهور -في اشتراط الإِيمان في رقبة كفارة الظهار- هو حمل المطلق هنا على المقيد في كفارة القتل، وأيضًا فقد أخرج مسلم والنسائي أن معاوية بن الحكم قال: كانت لي جارية فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: عليَّ قبة أفأعتقها؟. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أنا"؟. فقالت: أنت رسول=

<<  <  ج: ص:  >  >>