للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وربّ ضيف (١) ... طرق الحيّ سرى

صادف زادا وحديثا ما اشتهى

إنّ الحديث طرف من القرى

ومن التمدّح قول عقبة بن مسكين الدارميّ (٢).

لحافى لحاف الضّيف والبيت بيته ... ولم يلهنى عنه غزال مقنّع

أحادثه إنّ الحديث من القرى ... وتعلم نفسى أنه سوف يهجع

وضربت العرب بباقل المثل فى العيّ والفهاهة، فقالوا: «أعيا من باقل» كما ضربوا بسحبان وائل المثل فى البلاغة والخطابة، فقالوا: أبلغ من سحبان وائل (٣)» ووائل: بطن من باهلة، وباقل: أحد بنى قيس بن ثعلبة، وقيل: هو من بنى مازن، وممّا يؤثر عنه أنه شرى ظبية بأحد عشر درهما، فقيل له: بكم شريت الظبية؟ ففتح كفّيه وفرق أصابعه، وأخرج لسانه، يريد أحد عشر، فأفلتت الظبية فعيّروه بذلك، فقال:

يلومون فى حمقه باقلا ... كأنّ الحماقة لم تخلق (٤)

فلا تكثروا العذل فى عيّه ... فللعيّ أجمل بالأحمق


(١) قيّده البغدادىّ تقييدا غريبا، فقال: «وقوله وربّ ضيف، هو بفتح الراء وضمّ الباء عطف على نعم» الخزانة ٤/ ٢٥٤، وقال شيخنا عبد السلام هارون، رحمه الله: أى على فاعل نعم، والوجه أن يكون «ربّ ضيف». قلت: وهو الذى فى الديوان ومراجعه كلها، ويؤكده تفسير المرزوقى، قال: «فيقول: ربّ ضيف أتى الحىّ راجيا وجود القرى عنده أنزلته فصادف فى فنائك زادا عتيدا، وحديثا مؤنسا. . .» شرح الحماسة ص ١٧٥١.
(٢) وينسب أيضا لمسكين الدارمى، ولعروة بن الورد، ولطفيل الغنوى، ولغيرهم. راجع ديوان مسكين ص ٥١،٧٦، وديوان طفيل ص ١٠٣، والبيان والتبيين ١/ ١٠، وشرح الحماسة ص ١٧١٩، وبهجة المجالس ١/ ٢٩٦، والخزانة ٤/ ٢٥١.
(٣) الدرّة الفاخرة ص ٩٠،٣١١، وسيعيد ابن الشجرى الكلام على «باقل» فى المجلس الثانى والثمانين.
(٤) المحاسن والمساوئ للبيهقى ٢/ ٤٣٢، وبهجة المجالس ١/ ٥٥١، وشرح المقامات ٢/ ٢٢٢.