وكان كاتباً سريعاً، يكتب من رأس القلم التواقيع والمناشير.
وكان ينطق بالجيم كافاً.
وأنشدني من لفظه لنفسه:
عبدك السائل الفقير ابن خضر ... يسأل العفو والرضا والسّلامه
فعسى بالدّواة يكتب أجرا ... فأنله الرجا يا ذا الكرامه
وأنشدني من لفظه لنفسه في مقص:
يحرّكني مولاي في طوع أمره ... ويسكنني شانيه وسط فؤاده
ويقطع بي إن رام قطعاً وإن يصل ... يشقّ بحدّي الوصل عند اعتماده
ولما طلبت أيام الملك الصالح إسماعيل إلى مصر سنة خمس وأربعين وسبع مئة، وجلست في ديوان الإنشاء بقلعة الجبل تفضل الجماعة الموقعون، وكتب بعضهم إلي شعراً من باب الهناء، وأجبته عنه. ثم إنه بعد مدة كتب زين الدين هذا:
تأخرّت في مدحي لأني مقصّر ... وفضل صلاح الدين لا زال يستر
خليلٌ له الآداب حقّاً ينالها ... جليلٌ به الأصحاب تسمو وتفخر
لقد آنس الأمصار لّما أتى لها ... وأوحش ربع الشام إذ كان يقفر
فلا شهدت عيناي ساعة بعده ... ولا سهدت شوقاً إليه فتسهر
ودام عليّ القدر يرقى إلى العلا ... محامده بين الأنام تسطّر
فكتبت أنا الجواب إليه عن ذلك:
تفضّلت زين الدين إذ أنت أكبر ... وأشرف من مدح به العبد تذكر
فشرّفت مدري حين شنّفت مسمعي ... فيا من رأى شعراً على الدرّ يفخر