العلامة الزاهد جمال الدين أبو عبد الله البلخي الأصل، المقدسي، الحنفي المفسر، المعروف بابن النقيب، أحد الأئمة.
دخل القاهرة، ودرس بالعاشورية، ثم تركها وأقام بالجامع الأزهر مدة.
وكان صالحاً زاهداً متواضعاً عديم التكلف، أنكر على الشجاعي إنكاراً تاماً، بحيث إنه هابه وطلب رضاه. وكان الأكابر يترددون إليه ويلتمسون منه الدعاء.
صرف همته أكثر دهره إلى التفسير، وجمع تفسيراً حافلاً، جمع فيه خمسين مصنفاً. وذكر فيه أسباب النزول والقراءات والإعراب واللغات والحقائق في علم الباطن. قيل: إنه في ثمانين مجلدة. ولهذا التفسير نسخة في جامع الحاكم بالقاهرة.
قال شيخنا الذهبي: سمعت منه حديث علي بن حرب.
وتوفي - رحمه الله تعالى - بالقاهرة في شهر الله المحرم سنة ثمان وتسعين وست مئة.
ومولده سنة إحدى عشرة وست مئة.
وقال الفاضل كمال الدين الأدفوني في تاريخه " البدر السافر " في ترجمة ابن النقيب هذا: وله نظم، منه يمدح الشيخ قطب الدين القسطلاني وهو قوله:
سألت أخاك البحر عنك فقال لي ... شقيقي إلا أنه الساكن العذب
لنا ديمتا ماء ومال، فديمتي ... تماسك أحياناً وديمته سكب
إذا نشأت تبريه فله الندى ... وإن نشأت بحرية فلي السحب