ابن جعفر بن محمد، القاضي شرف الدين الهاشمي الأرمنتي.
كان من الفضلاء النبلاء، قليل الكلام، كثير الاحتشام، واسع الصدر، رئيساً ساكناً.
سمع من أبي العباس أحمد بن محمد القرطبي، واشتغل بالفقه على خال أمه الرضي الأرمنتي، وعلى الشيخ جلال الدين الدشناوي.
وتولى الحكم بعدة أماكن منها: دشنا، وأدفو، وأسنا، وأسوان، وقمولا وما معها من القرى، ونقادة. وناب بقوص قريباً من ثلاثين سنة، وأهلها راضون عنه.
وله معرفة بالفرائض والحساب والوراقة، ودرس بالمدرسة العزية ظاهر قوص، وأعاد بالمدرسة الشمسية مدة.
قال كمال الدين الأدفوي: وكان حلو الخلوة، ينبسط ويتبسّم، وفيه قعدد، وعليه مهابة، فقيه النّفس يتكلم على الوسيط كلاماً حسناً. ولما حج آخر حجة اجتمع بقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، وتحدث معه، فأعجبه سمته، وأحسن إليه، وأضافه ضيافة حسنة كبيرة، وخطر له أن يولّيه الشرقية، فذكرت له، فقال: أنا في آخر العمر، ما أخرج من وطني، وأيضاً فأنا في قوص أي من ولي أقرّني على حالي، والكدّ على غيري.