المباشرة، إن أرادوا أن تسوغهم حلوك، ولا شيء يزين الإنسان مثل تقوى الله فإنه واسطة العقود في الصفات المحموده، وزينة الوجوه في السمات المشهوده، تصدق يوم القيامة، إذا كذبت الظنون، وتنفع " يوم لا ينفع مال ولا بنون "، وأنت بحمد الله لا ينوب فيها أحد منابك، ولا يزر عليها سواك ثيابك، وإنما الخطاب لك ظاهراً، وأردنا بباطنه نوابك، فلتكن خطوتهم كل خطوه، وجلوتهم في كل جلوه، والله يتولى إعانتك على ما ولاك ويزيدك مما أولاك، والخط الكريم أعلاه، حجة بمقتضاه، إن شاء الله تعالى.
[محمد بن أحمد]
الإمام الفاضل الرئيس الأصيل الشيخ عز الدين ابن الشيخ شمس الدين بن المنجا التنوخي الحنبلي، ناظر الجامع الأموي، ومحتسب دمشق أخيراً.
كان حسن الشكل والعمه، مليح الوجه، يحكي البدر وتمه، فيه مكارم وإحسان، ومحاسن قلما تجتمع في إنسان، غزير المروه، كثير الفتوه. حنبلي كثير الاختلاط بالشافعية، ظاهر الذكاء فيما يباشره والألمعيه، أثر في الجامع آثاراً حسنه، وجدد فيه الترخيم والزخرفة، وما أسهر له العيون الوسنه.
وكان جماعة للكتب النظيفه، والمجلدات الطريفه، خلف منها أشياء نفائس،