للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتينا إلى أرمنت فانهلّ وابلٌ ... من الدّمع أجراه الكآبة والحزن

وجاوزتها كرهاً وأيّ إقامة ... بمغنىً رعاه الله ليس به حسن

فتىً كان يلقاها ببشرٍ وراحةٍ ... ولم نخش منه لا ملالاً ولا منن

ومن شعر قاضي أرمنت المذكور:

بكفّك الثقتان الخُبر والخَبر ... بأنّك البغيتان السول والوطر

وفيك أثبتت الدعوى بيّيّنةٍ ... أقامها الشاهدان العين والأثر

يمنك يمنٌ فكم ذا قد حوت ملحا ... يحار في وصفها الألباب والفكر

ندىً وليناً وتقبيلاً فواعجباً ... أمزنةٌ أم حريرٌ أم هي الحجر

قلت: شعر قاض.

[أبو الحسن بن عبد الله]

ابن الشيخ غانم بن علي بن إبراهيم النابلسي: الشيخ الفاضل السيد القدوة.

كان رجلاً صالحاً فاضلا، عاملاً بما يعلمه من أمر دينه عاقلا، غافلاً عما عنده غيره راحلا، راجلاً في أمر آخرته، فارساً في تحصيل ما ينفعه في ساهرته، كثير السكون، والميل إلى أهل الصلاك والركون، بادي التقشف، ظاهر الحال، زائد التكشف، حسن المحاضره لطيف المذاكره، كثير الاتضاع غزير الانطباع، له شعر لطيف، وكلام في الطريقة ظريف، وفكر لا يجيد به عن الصواب ولا يحيف، وله تطلع وافر إلى علم الفروع ومسائل الفقه التي تروق ولا تروع.

<<  <  ج: ص:  >  >>