قلت: فيه إضمار قبل الذكر، ولا يجوز في الأفصح، ولغة أكلوني البراغيث مرذولة وأحسن من هذا قول القائل في فهد:
تنافس الليل فيه والنهار معاً ... فقمصاه بجلباب من المقل
وأنشدني من لفظه لنفسه:
لا أعرف النوم في ليلى جفا ووفا ... كأن جفني مطبوع من السهد
فليلة الوصل تمضي كلها سمراً ... وليلة الهجر لا أغفى من الكمد
وأنشدني من لفظه لنفسه وقد زاد جمال الدين بن نباته الشاعر بدمشق، فرأى في بيته نملاً كثيراً:
مالي أرى منزل المولى الأديب به ... نمل تجمع في أرجائه زمرا
فقال لا تعجبا من نمل منزلنا ... فالنمل من شأنها أن تتبع الشعرا
[عبد الحافظ بن عبد المنعم]
ابن غازي بن عمر بن علي المقدسي، الشيخ المحدث أبو محمد.
سمع الكثير على الحافظ ضياء الدين ومن بعده من الشيوخ، ونسخ الكثير لنفسه وللناس، ثم إنه بعد ذلك كتب الشروط، وارتزق بذلك في أيام الشيخ شمس الدين ومن بعده من قضاة الحنابلة، وكان يكتب خطاً حسناً. ومن شيوخه: المرسي، ومكي ابن علان، وابن مسلمة، وخطيب مردا، والصدر البكري، واليلداني، وإسماعيل العراقي، وإبراهيم بن خليل، والعماد بن النحاس. وسمع بحلب والقدس، وكان يضبط أسماء السامعين، ويكتب الطباق.
وتوفي رحمه الله تعالى عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبع مئة.