ولما توفي رحمه الله تعالى أخبرني بوفاته القاضي جمال الدين عبد الله الكاتب، وهو ابن أخت المتوفى، وهو إذ ذاك شابٌ يانع غض الشبيبة، فاشتغل خاطري عامة ذلك النهار بالقاضي رشيد الدين رحمه الله تعالى، فلما نمتُ رأيتني في المنام وأنا كأني أنشد الحكيم الفخر الطبيب ابن أخت رشيد الدين أيضاً وهو إذ ذاك شابٌ أيضاً:
الناس إما قادمٌ في مهده ... أو راحلٌ في نعشه يُتحاشى
هذا لزهرةِ هذه الدنيا أتى ... غضّاً وهذا قد ذوى وتلاشى
فانتبهتُ وأنا أذكرهما، وأعجبني هذا المعنى، ونظمت فيه في اليقظة، فلم ألحق هذه الطبقة، لكن فيه مقابلة أربعة بأربعة. وهو:
أرى أن البريّة وفد زهرٍ ... وفعلهم تطابق بالتساوي
فهذا قد أتى في المهد غضّاً ... وهذا راح فوق النعش ذاوي
يوسف بن حمّاد
الشريف جمال الدين الحسيني المشهدي الإمامي، شيخ الشيعة ومفتيهم.
حجّ مرات، وجاور بمكة، وله نظم.
مات في المعترك سنة سبع وعشرين وسبع مئة.
[يوسف بن دانيال]
ابن منكلي بن صرفا، القاضي الإمام الفاضل بدر الدين ابن القاضي ضياء الدين.