للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما رآني، قال: لا تعودوا تذكرون حماة، واحسبوا أنها ما هي في الدنيا، قال: فوالله، ما عدنا مددنا فيها قلم.

ثم لم يزل فيها قبجق حتى جاء السلطان الملك الناصر من الكرك إلى دمشق آخر مرة تسلطن فيها، وجاءه قبجق من حماة وأسندمر من طرابلس معاً، وكانا قد اتعدا لمثل ذلك.

وخرج السلطان للقائهما بظاهر الميدان الصغير بدمشق، وترجل لهما وعانقهما. ولما ركب أمسك أسندمر له الركاب وعضده قبجق، ثم توجها معه إلى مصر، ولما استقر الملك بمصر بعث قبجق، وفي ظنه أنه نائب الشام. وأتى دمشق ونزل بالقصر الأبلق وهو ينتظر التقليد، فجاءه التقليد بحلب، فتوجه إلى حلب، وأقام بها نائباً إلى أن مات في التاريخ المذكور، وكان ما يحب إلا دمشق، وما يتمنى سواها، ففرقت الأيام بينها وبينه، وعكست مراده، وهذه عادتها القادرة، وشيمتها الغادرة.

[قبلاي الأمير سيف الدين الناصري]

ولي نيابة الكرك في الأيام الصالحية إسماعيل لما أخذت من أخيه الناصر أحمد، فأقام بها مدة، ثم طلب إلى مصر، وأقام إلى أن ولي الحجبة الصغرى مع الأمير سيف الدين أمير حاجب أيتمش الناصري، ثم إنه ولي الحجبة الكبرى، ولم يزل على ذلك إلى أن خلع السلطان الملك الناصر حسن، وتولى الملك الملك الصالح صالح، فولاه نيابة السلطنة بالديار المصرية عوضاً عن الأمير سيف الدين بيبغاتتر، وذلك في شهر رجب الفرد سنة اثنتين وخمسين وسبع مئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>