ابن محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، الشريف فتح الدين بن الشيخ تقي الدين بن الشيخ ضياء الدين.
سمع من أبي بكر بن الأنماطي وخاله قاضي القضاة ابن دقيق العيد، وغيرهما.
وجمع وألف وكتب وصنف واختصر الروضة، وخاض لجتها ألف خوضة.
وكانت له يد طولى في حل الألغاز، ونظم كثير يشهد له أنه في حربها وحربها أقوى مجاهد وأجل غاز، وشعره يطرب الثكالى، ويدع النجوم السائرات السافرات من حسنه خجالي. هذا إلى سكون وعفة، واتضاع لا يعادله معه أحد في كفه.
ولم يزل على حاله إلى أن انضم القبر على الفتح، وجرى عليه عقيق الدموع من السفح.
وتوفي رحمه الله تعالى في شهر رمضان سنة ثمان وسبع مئة.
ومن شعره:
كم من خليلين دام الود بينهما ... دهراً وما داما على الإنصاف واتفقا
رماهما الدهر إما بالمنية أو ... بالبعد أو بانصرام الود فافترقا
ومنه:
ما بال ليلي أمسى لا نفاد له ... وكان قبل النوى في غاية القصر
ولم يخص النوى دون اللقا سهر ... حتى أعلل طول الليل بالسهر
وإنما عيشي الصافي بقربكم ... تبدل الآن منه الصفو بالكدر