وبالله يقسم المملوك أن دمشق بعد مولانا ما تسكن، والعمل على الخروج منها متعين إن أمكن. فلقد كان لها بمولانا ملك الأمراء جمال وأي جمال، ورونق لا يملكه إلا البدور إذا كانت في ليالي الكمال، وعز دائم لو أن ركابه الكريم فيها يحل ويرحل، وظل ظليل لو أن مغناها ما أقفر منه ولا محل.
ما العيش فيها طيب لبعاده ... عنها ولا روض الحمى بنضير
وعلى الجملة، فدمشق لها مدة سنين في خمول، الله يجعل هذا آخره، ويرينا وجه مولانا على ما يسر من أوقات أنسه الفاخرة:
وكنا كما نهوى فيا دهر قل لنا ... أفي الوسع يوماً أو نكون كما كنا
وألطاف الله تعالى خفية بعباده، وقد يرجع الله الغريب إلى بلاده، بمنه وكرمه. أنهى ذلك إن شاء الله تعالى.
[علي بن تنكز]
الأمير علاء الدين أيمر علي بن الأمير الكبير المهيب سيف الدين نائب الشام.
كان يحبه والده محبة عظيمة، وأظنه من زوجه بنت الأمير سيف الدين كوكاي.
أمره السلطان الملك الناصر، ولبس التشريف والشربوش، ومشى الأمراء